قال البشير بنبركة، نجل الشهيد المهدي بنبركة، في حوار ل«المساء»، إن العائلة وهيئة الدفاع ماتزالان تنتظران تفعيل قرار رفع السرية عن وثائق من قبل وزير الدفاع الفرنسي. وعبر البشير عن أمله في أن تكون هذه الوثائق تحمل جديدا في تحديد الأطراف الخارجية والداخلية التي ساهمت في تنفيذ جريمة اغتيال الشهيد. حضر البشير بنبركة إلى المعرض الدولي للكتاب لتوقيع كتابه الجديد «المهدي بنبركة، الإرث»، الصادر عن «منشورات طارق». وقد حضر حفل التوقيع في فضاء شوسبريس العديد من الوجوه السياسية والحقوقية يتقدمها الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي محمد اليازغي، بينما حظي حفل التوقيع بحراسة أمنية ملحوظة من طرف أجهزة أمن المعرض. - وأنت توقع كتابك «المهدي بنبركة،الإرث» في هذه اللحظة في المعرض الدولي للكتاب، هل من جديد في التحقيقات؟ وإلى أين تسير ؟ < الجديد في الموضوع هو قرار الاستجابة لمطلب رفع طابع السرية عن مجموعة من الملفات، حتى وإن كان الرفع لم يتم عمليا، ونحن مانزال في انتظار قرار وزير الدفاع الفرنسي لتفعيل قرار رفع طابع السرية عن هذه الملفات والوثائق، وبعد ذلك سنرى وسنتحقق من قيمة هذه الوثائق ومدى جدواها. - هل تتوقع أن تحمل هذه الملفات جديدا في قضية اغتيال والدك؟ < ننتظر، أولا وقبل كل شيء، قراءتها قبل أن نصدر أي حكم عليها، لكي نعرف قيمة هاته الوثائق والإفادات التي يمكن أن تقدمها في المجال، كذلك الإضاءات التي تقدمها حول الأطراف، في الداخل وفي الخارج، التي تتحمل المسؤولية المباشرة في عملية الاغتيال. وقد أوضحت لنا التجربة أن ملفات رفع عنها طابع السرية لم تكن في المستوى المنتظر من حيث تقديم المزيد من المعلومات أو الإفادات التي تحدد تورط الجهات المباشرة المسؤولة عن اغتيال والدي المهدي بنبركة. - هذا الكتاب الجديد « المهدي بنبركة، الإرث»، هل يأتي في سياق التعريف بالتراث الفكري وبالحضور المادي الفاعل لبنبركة في المحفل السياسي، أم أنه يحمل فقط طابعا توثيقيا لا غير؟ < الكتاب في حقيقته يجمع بين التعريف بالتراث الفكري وبالعمل المادي الملموس الذي قام به الشهيد المهدي بنبركة، على مستوى المحفل السياسي والأممي، وأيضا الحركية التي تحلى بها الشهيد. إنه ليس كتابا توثيقيا بالمعنى الواسع للكلمة، ولكنه عبارة عن وقائع ندوة فكرية نظمت منذ سنتين في باريس، وكان عنوان الندوة هو «من تضامن القارات الثلاث إلى العولمة المتغيرة»، ونظمت بمناسبة الذكرى الأربعين لاغتيال الشهيد المهدي بنبركة، وكان الهدف منها هو بحث أشكال التضامن منذ أربعين سنة، وكيفية خلق أشكال تضامن أخرى بين الشعوب على ضوء التطورات الدولية وعلى ضوء العمل الذي قام به المهدي بنبركة طيلة حياته النضالية. - هل هذا الكتاب موجه إلى الأجيال الجديدة ؟ وهل ستواصلون العمل على هذا المستوى من أجل ترسيخ حضور المهدي بنبركة كذاكرة نضالية في تاريخ الشعوب وأيضا بالنسبة إلى المشهد السياسي المغربي؟ < إن سعينا هو مقاومة النسيان وعدم إتاحة الفرصة للقتلة للإفلات من العقاب، ذلك أن الحقيقة في هذا الموضوع يجب أن تظهر كاملة وأن تتحمل كافة الجهات مسؤوليتها. ملف المهدي بنبركة اليوم هو ملف دولي، بل وعالمي، ومطلب الكشف عن الحقيقة كاملة يتجاوز مطلب أسرة بنبركة والعائلة إلى المطلب الدولي الذي تتبناه اليوم كل المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية في كل العالم. من جهتنا، كعائلة، نحاول أن نقول للجيل الشاب من المغاربة إن نضال المهدي بنبركة كان في أساسه من أجل العدالة الإنسانية ومن أجل الكرامة والحرية، ومن أجل مغرب ديمقراطي. ولقد وصل نضال المهدي إلى كافة القارات والشعوب، حيث إن فكره الأممي شكل قاطرة أساسية لتحرر الشعوب في إطار معارك التحرير في الداخل وفي الخارج. - أنجزت الكثير من الأعمال الفنية والسينمائية عن شخصية المهدي بنبركة. هل تفكر في مواصلة هذا التوجه الذي يمزج بين المطلب القضائي والسياسي في الكشف الكامل عن الحقيقة وبين الاستدعاء الفني من خلال استثمار هذا الحضور الرمزي؟ < نحن ماضون في هذا الاتجاه من حيث إضاءة كل الجوانب المتعلقة بشخصية المهدي بنبركة، وهي شخصية ثرية وخلفت صدى عالميا كبيرا، إنها شخصية قيادية أممية في مستوى القيادات العالمية، وكان لها حضور على كافة المستويات وفي كل المحافل الدولية. وطبقا لذلك، فإننا نخوض معركة الحقيقة على كافة المستويات، ومنها المستوى الفني، حيث سننظم في الخريف القادم معرضا فنيا كبيرا، سيقام في المغرب في مدينة الرباط، وسيشارك فيه فنانون مغاربة وفنانون من دول البحر الأبيض المتوسط، وسينظم المعرض من طرف مؤسسة المهدي بنبركة والجمعيات الحقوقية المغربية.