احتضن المركز الدولي التابع لمعرض فرانكفورت وفي إطار الفعاليات الثقافية لهذا الأخير وبالتعاون مع مجلة بانيبال المتخصصة في ترجمة الأدب العربي إلى الانجليزية لقاء مع الكاتبين الهولنديين من أصل مغربي عبد القادر بنعلي ومصطفى ستيتو، وهو اللقاء الذي جاء احتفاء بالعدد 35 من مجلة بانيبال المخصص للكتاب الهولنديين من أصل عربي. وتمحور هذا اللقاء الذي أداره هينك بريبر المدير التنفيذي للمؤسسة الهولندية لدعم ترجمة الأدب الفلاماني حول عدد من القضايا التي تهم الكتاب الهولنديين من أصل أجنبي عامة و من أصل عربي خاصة وفي مقدمتهم عدد من الأسماء التي تنحدر من أصل عربي كعبدالقادر بنعلي، مصطفى استيتو، حفيظ بوعزة، نعيمة البزاز، رمزي نصر، وكثير من الأسماء الأدبية التي فرضت نفسها في المشهد الثقافي الهولندي وغدت جزء لا يتجزأ من الخريطة الثقافية لهذا البلد الأوروبي. وطبعا كل لقاء يضم هذه الاسماء لابد أن يضم جزء من النقاش أسئلة تتواجش مع الهوية والانتماء من بينها: إلى أين ينتمي هؤلاء الكتاب؟ هل لبلدهم الأصلي/بلد أبائهم؟ أم لبلدان الاقامة/ البلدان التي رأوا النور وتربوا فيها وتلقنوا تنشئتهم الاجتماعية فيها؟ كان هذا السؤال بالنسبة لعبد القادر بنعلي أو مصطفى استيتو شكلا من مواجهة الذات المبدعة. فهما معا كاتبان هولنديين من أصل مغربي وان اختلفت بيبلوغرافيا والمسار الثقافي والأدبي لكل منهما. فمصطفى استيتو كاتب هولندي بنى طريقه الابداعي عن طريق احتكاكه وانفتاحه على النص الأدبي الهولندي وتخومه المتنوعة منها مثلا تأثره الكبير بريمكو كامبارت وطوطوس أسترهوف وفي مرحلة لاحقة تفاعل مع تنوع الخريطة الثقافية الغربية وإن كان قد تأثر بشكل كبير بأدب الهامش الأوروبي إن صح هذا التعبير من أمثال زبينكيو هيربرت من بولونيا وتوماس تراتش ترومان من السويد. وهو الطريق نفسه بالنسبة للكاتب عبد القادر بنعلي الذي نهل هو الآخر من المكتبة الهولندية وأسمائها الكبيرة قبل أن ينفتح على الأدب الأوروبي وفي فترة لاحقة على الأدب العربي. ويشدد بنعلي على أنه هو الآخر كاتب هولندي من أصل مغربي يتفاعل مع المجتمع بكل تمظهراته الاجتماعية والثقافية و السياسية. بل أنه يرى نفسه أكثر رحابة من بعض الكتاب الهولنديين لأن هويته الثقافية و الاجتماعية تتعدى الرؤية الواحدة التي تحكم بعض الكتاب الهولنديين، قبل أن يعود ويؤكد على أنه يختلف عن الكتاب العرب الذين هاجروا إلى أوربا أو يعيشون في منافيها. من دون شك أن الكتاب الأوربيين من أصل أجنبي يكونون دائما في موضع الدفاع عن النفس خاصة المنحدرين من أصل عربي أو اسلامي، بحيث تنعكس عليهم كل ما تعرفه مجتمعاتهم من ظواهر انحراف أو حركات ارهابية كما هو الحال إبان حادثة مقتل المخرج الهولندي فان كوخ هذه الحادثة التي أرخت بظلالها على المجتمع الهولندي وسلطت الضوء من جديد على قضايا الهجرة والاندماج و حوار الثقافات والأديان. وهكذا وجد الكتاب الهولنديين من أصل عربي خاصة المنحدرين من أصل مغربي على اعتبار أن القاتل ينحدر من أصل مغربي، وجد هؤلاء الكتاب أنفسهم في موقع الدفاع على النفس في ظل نقاش فتح الباب على مصراعيه في ظل ارتفاع موجة من العداء والكراهية لكل ما هو أجنبي. ويعتبر الروائي عبد القادر بنعلي أن الحوار في هذا الاطار أصبح مفتوحا ويتميز أحيانا بنوع من العنف على عكس ألمانيا أو بريطانيا. إنه نقاش مفتوح منذ عقد من الزمان يقول بنعلي وأنه يتطور بتؤدة، وهو ضروري يضيف الكاتب لما له من انعكاس مباشر على حوار الحضارات و الثقافات وقضايا ا الهجرة والاندماج خصوصا وأنه يعيش في هولندا أكثر من مليون مسلم. أما الشاعر مصطفى استيتو فيرى أن الوضع صعب للغاية وشكل نوعا من الفوبيا خصوصا بعد مقتل المخرج السينمائي، ويظهر هذا الخوف بشكل جلي في المشهد السياسي و الانتخابي، ويكمن الحل في نظره لمحاربة هذا الخوف في المعرفة والانفتاح المتبادل على الآخر. يذكر أن هذا اللقاء شهد حضور جمهور نوعي من الألمان الذين جاؤوا للتعرف على الافق الذي يفتحه الكتاب من أصل عربي في وجه الخريطة الثقافية الهولندية، وللأسف لم يحضر أي من الناشرين العرب الذين كانوا تائهين كالعادة في معرض يهتم ببيع وشراء حقوق الترجمة أكثر من بيع بعض النسخ. ويشار أن اللقاء نظم احتفاء بالعدد 35 من مجلة بانيبال التي يشرف عليها كل من مارغريت أوبانك وصمويل شمعون، وهو العدد الذي ساهم في تمويله كل من مؤسسة انتاج وترجمة الأدب الفلاماني وصندوق دعم الأدب الفلاماني. وتعتزم «نيويورك تايمز» طرح خيار التسريح الطوعي للعاملين مقابل محفزات مادية، غير أنها أشارت الى انه ما لم يتقدم مائة متطوع ممن يريدون ترك وظائفهم مقابل الحصول على تعويض مالي، فانها ستكون ملزمة باجراء عمليات التسريح حتى الوصول الى العدد المطلوب الاستغناء عنه، والذي يمثل 8 في المائة من إجمالي الصحفيين العاملين بها. وكانت الصحيفة قد قررت في مطلع العام إجراء تخفيضات على رواتب الطاقم التحريري بالصحيفة الذي يتكون من ألف و250 صحفي، في الوقت الذي لا تمتلك فيه أي صحيفة أمريكية أخرى اكثر من 750 محرر.