كما كان متوقعا، أعيد انتخاب مصطفى مشيش على رأس عصبة الدارالبيضاء الكبرى لألعاب القوى لولاية جديدة، خلال الجمع العام، الذي احتضنه مقر ملحقة أنوال مساء يوم السبت. وانطلق هذا الجمع ساخنا، بعد منع الرئيس المنتدب لفريق الرجاء البيضاوي، حسن سنيني، من الدخول، بدعوي توقيفه من طرف رئيس العصبة، الذي فضل التزام الصمت، فيما بادر ممثل الجامعة، عبد النبي سليكان، إلى احتواء المشكل، ودخل في مفاوضات مع سنيني، الذي رضخ لقرار المنع، رغم أنه كان مرشحا للرئاسة، وغادر مكان الجمع برفقة ممثل الوداد البيضاوي، عبد المجيد البكاوي. وبعد انطلاقة الأشغال، التي تأخرت عن موعدها بحوالي 45 دقيقة، ارتفعت حدة النقاش، وتوالت نقط النظام، بمجرد أن أعلن سليكان عن عدد الفرق الحاضرة، التي بلغت 25 من أصل 27، وكشف عن عدد أصوات كل نادي، فتعالت الأصوات الطاعنة في مصداقية ما تم الإعلان عنه، واعتبرته تواطؤا من الجامعة، محملة إياها ما يقع داخل عصبة الدارالبيضاء. ورغم أن سليكان مافتئ يردد أن الجامعة راسلت الأندية بتاريخ 29 يونيو 2009، وأطلعتها على كل الأرقام و المعطيات، غير أنها لم تبد أي ملاحظات في الآجال القانونية. إلا أن الأصوات الغاضبة تشبثت بموقفها، وأنكرت توصلها بأي مراسلة في هذا الباب. وقد أكد لنا رئيس أحد الفرق البيضاوية، فضل عدم ذكر اسمه، أنه توصل بمكالمة هاتفية من أحد موظفي الجامعة يوما واحد قبل انعقاد الجمع، وأخبره أن له صوتا واحدا فقط (!!). وبمجرد أن سلم سليكان الكلمة لرئيس العصبة من أجل تسيير الجمع حتى ارتفعت درجة الحرارة، بعد أن طالب محمد المعزاوي، رئيس الجمعية المغربية للسباق على الطريق والماراطون، بتأجيل الجمع إلى موعد لاحق لأن الظروف غير ملائمة حاليا، مشيرا إلى أنه حتى لو تم تشكيل مكتب جديد، فإن الانشقاقات والخلافات ستستمر وبشكل أكبر. وبعد ذلك توالت نقط النظام وعمت الفوضى، حيث خرجت في بعض الأحيان عن حدود الأدب، فانقسمت القاعة إلى تيارات، واحد يطالب باستكمال الجمع العام، وآخر ينادي بالتأجيل، وثالث يطالب بتشكيل لجنة للحكماء، لتقريب وجهات النظر، وفريق آخر يطالب بعدم تلاوة التقريرين الأدبي والمالي (...). ولم ترضخ القاعة لطلب استكمال الجمع العام إلا بشق الأنفس، ذلك أن نقط النظام استمرت حوالي ساعة و45 دقيقة، حيث تمت تلاوة التقريرين الأدبي والمالي، الذي حمل عجزا قيمته 60,474,30 درهم، بشكل عابر ودون أن يشهدا النقاش المطلوب، مما جعل رئيس العصبة يتوجه للجمع (ونديرو غير الصواب)، حيث تدخل المعزاوي من جديد وتساءل في وجه مشيش: لماذا قبلت منحة هزيلة من الجامعة تقدر ب 140 ألف درهم، مؤكدا على أن الدارالبيضاء «ماتسواش غير 140 ألف درهم». وبعد المصادقة على التقريرين بالإجماع، اعترف مشيش أنه بشر، ويمكن أن يقع في الخطأ، كما حمله بعض المتدخلين مسؤولية ما وقع في العصبة وتراجع نتائجها، غير أنه تساءل، « ألم أقدم أي شيء إيجابي للعصبة، لا يمكن أن تكون حصيلتي كلها سلبية»، ومباشرة بعدها قدم المكتب المسير استقالته، وترك أمر تسيير الجمع للجامعة ووزارة الشباب والرياضة. وبعد عملية الانتخاب حصل مشيش على 26 صوتا، كانت كافية لمنحه صلاحية تسيير العصبة لولاية جديدة، في انتظار أن يكشف عن لائحة مكتبه المسير.