تمكنت الدورية الأمنية للدائرة 27 بمقاطعة مولاي رشيد من تقديم أزيد من 45 شخصا للسلطات المختصة بتهم السكر العلني، والسرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض، والإتجار في المخدرات والعقاقير المهلوسة «القرقوبي»، وذلك في مدة أقل من أسبوع، في إطار حملات تمشيطية تمتد إلى الثالثة صباحا بصفة يومية، حسب مصادر أمنية. وأكدت ذات المصادر أنه تم إلقاء القبض على «مجرمين» بعد ساعتين من اعتدائهما على سائق سيارة أجرة بشارع القوات المساعدة في بحر الأسبوع الماضي، حيث اقتاداه إلى نقطة مظلمة، وأصاباه بجروح على مستوى اليد، كما قاما بتجريده من مبلغ مالي. وفي نفس المساء تم ضبط «سيف كبير» لدى أحد اللصوص، الذي كان يعترض سبيل المارة بشارع ادريس الحارثي. وأوضحت مصادر مطلعة أن المجهودات المبذولة على صعيد حي مولاي رشيد المجموعتين الأولى والثانية والمسيرة 2 «حمارة» وحي الرجاء بشطريه الأول والثاني وإقامة الهدى.. تبقى غير كافية، وأرجعت ذلك للنقص الكبير في الإمكانيات اللوجيستية، حيث يضطر رجال الأمن إلى تدبر وقود سيارات الدورية، وشراء أوراق المحاضر من أموالهم الخاصة أحيانا، دون الحديث عن الآلات الكاتبة العتيقة التي مازالوا يستعملونها في تحرير المحاضر، وعدم مواكبة التطور التكنولوجي في هذا المجال الحيوي. كما أشارت ذات المصادر إلى مشاكل أخرى كتدفق أفواج اللصوص والمجرمين بعد صدور العفو لمصلحة 26 ألف سجين في المناسبات الأخيرة، علاوة على عدم تعاون المواطنين، وغياب وسائل التواصل معهم، وذلك راجع إلى غياب استراتيجية تحفيزية للمواطنين قصد التعاون مع السلطات الأمنية، والتبليغ عن الاعتداءات التي يقوم بها المجرمون بالمنطقة. وفي نفس السياق تعرض أحد المواطنين بشارع ادريس الحارثي مقابل إقامة الحياني إلى اعتداء من طرف مجرمين أمام مرأى ومسمع من مجموعة من المواطنين الذين كانوا على بعد أمتار قليلة، رغم صرخات الاستجداء التي كان يطلقها الضحية طيلة مدة مقاومته للاعتداء بالاسلحة البيضاء حوالي الحادية عشرة والنصف ليلا. والغريب في الامر أن بعض أصحاب السيارات وسيارات الاجرة بنوعيها رفضوا تقديم يد المساعدة له بعد أن فر من المجرمين، وقام أغلبهم إما بطرده أو الهروب منه، مما يطرح سؤال التضامن بين المواطنين والمساعدة الجماعية، وهو ما شجع المجرمين على مراقبة الوضع، وعدم الفرار في انتظار الانقضاض عليه! ويذكر أن بعض المناطق بحي مولاي رشيد تعد من النقط السوداء، والمصنفة في درجة «خطر» للوجود المكثف للمجرين واللصوص الذين يقومون بأنشطتهم دون خوف من مطاردات رجال الامن، مما جعل العديد من المواطنين يطالبون بتكثيف الحملات التمشيطية بمثل هذه النقط.