غابة الشباب، هو ذلك المتنفس الذي كادت يد المنهشين العقاريين تمتد إليه كاملا فتحوله إلى إسمنت !! و قد كانت النية معقودة على نهشه بعد "النجاح" الذي حققته مافيا العقارات و الصفقات، في صفقة إيبيس و ماكدونالز ? و الداوليز ... و اقترب أصحاب الحال من الظفر بالمساحة الشاسعة نصف المبنية في الجناح الشمالي من الغابة. لولا أن الأقدار شاءت أن تجعل من تلك " الأطلال" شاهدا على عصر الترامي على ملك الغير !! و مع كل هذا النهش، و ذاك الترامي، يظل ما تبقى من الغابة متنفسا مهما للمدينة، و ملاذا لهواة رياضة المشي و الجري الخفيف، لا يكاد يخلو من المرتادين منذ الفجر حتى البدايات الأولى للليل بعد المغيب. و الفضل في صيانة هذا الجزء المهم من الغابة تتنازعه جهتان، كل واحدة تدعي لنفسها شرف إنفاق الإعتمادات المهمة على هذا المنتجع اليتيم !!! فمن جهة ترجع السلطات المختصة فعل ذلك إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بدليل ما تدلي به الجهات المعنية من فواتير، في حين يشهد الخاص و العام على صدقية ما يذهب إليه الإنعاش الوطني في كونه صاحب المبادرة المحمودة !! و للخروج من هذا الغموض، فلا أكثر من فتح تحقيق بسيط و عاجل لمعرفة المدعي، من الفاعل الحقيقي، و لربما ساهمنا بذلك في إرجاع جزء من المال العام لخدمة الصالح العام.