قال محمد عامر الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج إن الأزمة الاقتصادية الحالية، مهما بلغت حدتها، لا يجب أن تكون مبررا لاعتبار الهجرة كمشكل متفرع عنها، بل كواحد من الحلول الممكنة للخروج منها. وأوضح عامر في كلمته الافتتاحية لأشغال «المنتدى الدولي حول آثار الأزمات على الهجرة» المنعقد بالرباط أمس الاثنين «أن المهاجرين اليوم يرزحون تحت عبء مزدوج: وقع الأزمة في حد ذاتها وتشدد الإطار القانوني الذي يستهدفهم». وفي هذا السياق فضل عامر لأجل الخروج من هذه الازمة، اعتماد مقاربة تضامنية، قوامها الشراكة والتنمية المشتركة، لضمان مصالح الدول المستقبلة دون إغفال حقوق ومكتسبات الفئات المهاجرة إليها، مشيرا في الآن ذاته الى أن المغرب يولي اهتماما خاصا بأفراد الجالية المغربية المقيمين بالدول المتضررة، الذين كانوا ولا يزالون في طليعة المساهمين في بناء نهضة المغرب وإشعاعه الحضاري. وفي ارتباط بالموضوع، أوضح عامر أنه «بالرغم من تداعيات الأزمة الاقتصادية وتأثيرها الملحوظ على قدرات العديد من أفراد الجالية، ارتفع عدد من زاروا المغرب منهم خلال الفترة الصيفية بنسبة تقارب 7 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية، موضحا أن هذ الامر «يعكس مدى تجاوب هؤلاء المواطنين مع التقدير الذي يكنه لهم وطنهم». وقال الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج أن المغرب وضع ضمن أولوياته، لمواجهة تداعيات الظرفية الراهنة، وجوب حماية حقوق ومكتسبات مواطنينا في الخارج ومساعدة الفئات المتضررة منهم حتى يتجاوزوا بسلام هذه المرحلة الصعبة، ردا للجميل الذي أسدوه لبلدهم المغرب واعترافا بدورهم الفاعل في تنميته وتعزيز تماسكه الاجتماعي، واستدامة علاقاته الجيدة مع الدول التي تستضيفهم. كما أشار الى جملة من الاجراءات الاستعجالية التي اتخذتها الحكومة المغربية للتخفيف من وطأة الأزمة على أفراد الجالية ، بتخفيض كلفة تحويل أموالهم وإحداث صندوق خاص بتحفيزهم على الاستثمار وتيسير اقتنائهم للسكن، وإعادة جدولة ديونهم المستحقة لدى البنوك المغربية وغيرها من التدابير الاستثنائية. وأوضح في هذا الاطار، أن المغرب شرع في وضع خطة بعيدة الأمد لتدبير الهجرة، تراعي التحولات البشرية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها المغرب للاستفادة من الرصيد الهام والمتنوع من الكفاءات المغربية بالخارج التي يجب تهيئ الظروف الملائمة لإشراكها أكثر في تنمية البلاد. وكانت الندوة مناسبة طالب فيها عامر المشاركين بضرورة إرسال نداء وإشارة قوية من هذا المنتدى إلى المسؤولين عبر العالم الذين يسعون للخروج من الأزمة لكي يتوجهوا إلى حلول لا تزيد كاهل المهاجرين إرهاقا. وسيتدارس المشاركون في هذه الندوة، التي تنعقد والعالم لا يزال يعاني من تبعات الأزمة التي هزت السنة الماضية الأسواق المالية لأكبر الدول، وخلفت ركودا اقتصاديا وانخفاضا في مستوى النمو على الصعيد العالمي، مدى تأثير الأزمة على الهجرة وكيفية الخروج من الظرفية الحالية بأقل ضرر ممكن لمئات الملايين من البشر الذين يعيشون ويعملون خارج أوطانهم.