جمعت «خميسة» 2009 ، مابين خمس وعشرين من سيدات المغرب، منهن المعروفات وغير المعروفات، في ميادين المقاولات والأعمال، العلوم والأبحاث، العمل الاجتماعي والإنساني، الإدارة والخدمات، وميدان استحدثته إدارة التظاهرة، يتعلق بالمسار المتميز، لكنهن يقدمن خدمات كبيرة للوطن، بغض النظر عن الشهادات الجامعية التي حصلن عليها خلال مسارهن المهني أو العلمي أو الإنساني... وإذا كان حدث «خمسية» قد أصبح يعد واجهة حقيقية لخدمة العمل النسائي بالمغرب، ويرصد معالم تنوع وجوه نسائية ومساراتهن الحياتية، بدون تمييز معرفي أو فكري أو حتى مهني، فإن الجوائز التي تمنح في إطار المسابقة ليست شخصية، بل تسعى إلى خلق حدث رمزي كل سنة لتكريم المرأة المغربية عموما. الحدث ،كذلك، فرصة للإطلاع على تجارب مهنية واكتشاف الكفاءات النسائية والوقوف على العديد من قضايا واشكالات ورهانات وانشغالات وانتظارات المرأة المغربية، حيث تمكنت «خميسة» 2009، من إثارة الإنتباه إلى قضية النساء «السلاليات» وما يعرفه هذا الموضوع من تطورات..، تمكنت من أن تكشف عن تجارب نسائية في مجال التعاونيات التي تعمل في مجال الحفاظ على شجرة «الأركانة»، وإعادة الاعتبار لها، والوقوف عند تجربة السيدة حادة العسال، التي تعمل ك «قابلة» في المجال القروي، والتي استطاعت أن تساعد 60 امرأة على الوضع بعد الحمل بدون مشاكل أو مضاعفات صحية..، الإطلاع على تجربة السيدة ياسمين فيلالي، رئيسة مؤسسة «الشرق والغرب» ، الخدمات والمجهودات التي تقوم بها السيدة كريمة زهير، في مجال الإرشاد الديني .. في هذا السياق، نرصد تعريفات الفائزات بجوائز «خميسة» 2009 : زهرة البصري النوقراشي، المتوجة في صنف «مسار متميز»، وهي الأكبر سنا بين المرشحات، حيث يناهز سنها 70 عاما، استطاعت أن تتغلب على الأمية والجهل، وأن تصبح كاتبة متميزة في العقد الستين من عمرها، أحد مؤلفاتها أصبح يدرس لطلبة المدارس الثانوية. أُجبرت زهرة النوقراشي، على مغادرة المدرسة وعمرها 11 سنة، لتتزوج في سن 15 عاما، وتصبح أمّاً في سن 17 عاما. وظلت النوقراشي تحمل ذكرى حرمانها من التعليم ممزوجة بالمرارة والأسف، إلى أن قرر زوجها الإستثمار في مكتبة. فثابرت النوقراشي واجتهدت حتى أصبحت قارئة نهمة، بل تجاوزت ذلك لتصبح كاتبة، فأصدرت كتابها الأول بعنوان «طفولة في رياض بمراكش» وعمرها 60 عاما، وكتابها الثالث سيصدر خلال سنة 2010. السيدة سعاد الدميري، الحاصلة على جائزة مجال «المقاولات والأعمال»، مزدادة سنة 1960، استطاعت رغم تكوينها البسيط في مجال السكرتارية بعد استقرارها بفرنسا، خلق وحدة صناعية بالمغرب رائدة في مجال مطبوعات البنوك . أما الفائزة بجائزة «العلوم والابحاث» نادية قادري، فهي أستاذة علم النفس وطبيبة بالمستشفى الجامعي إبن رشد بالدار البيضاء منذ سنة 1986. وقامت السيدة قادري، المزدادة سنة1961 بمدينة القنيطرة، بإنجاز أول دراسة وطنية بتعاون مع وزارة الصحة، همت 6000 شخص حول انتشار الأمراض النفسية، وهي عضو بعدد من الجمعيات الدولية وخبيرة لدى عدة مؤسسات دولية، ونائبة الجمعية المغربية الجامعية للأمراض الجنسية. أما جائزة «العمل الاجتماعي والانساني»، فعادت مناصفة بين السيدتين رقية بيلوط ومنانة سحيسح، المزدادتين على التوالي بالقنيطرة وقصبة المهدية سنة 1945 و1950، فتميزتا بنضالهما المستميت حول إقصاء النساء من الأراضي «السلالية» . أما السيدة كريمة زهير، الفائزة بجائزة «الإدارة والخدمة العمومية» فهي حائزة على شهادة الإجازة في الدراسات الإسلامية سنة 1995. حيث تميزت السيدة كريمة ، المزدادة سنة 1971 بالدار البيضاء، في مجال المرشدات الدينيات، إذ تقوم بإرشاد النساء وتلقينهن مبادىء الدين الاسلامي الحقة والمتسامحة. للإشارة، فقد تقرر تعيين المشرحات الخمس والعشرين، سفيرات تظاهرة «خميسة» ضد تشغيل الفتيات القاصرات.