إذا كانت بطاقة التعريف الوطنية حقا وواجبا على كل مواطن بلغ السن القانونية الحصول عليها، فإن هذه الوثيقة الضرورية أصبحت تؤرق المواطنين القاطنين بتراب مقاطعات الحي الحسني عين الشق والتابعين لنفوذ أمن هذه المنطقة، فمعاناة السكان التابعين لهذه المنطقة الأمنية تبتدئ مع إعداد ملف الحصول على بطاقة التعريف الوطنية من عقود الازدياد وشهادة السكنى من الدائرة الأمنية التي يقطن بنفوذها طالب الوثيقة، إلا أن المحنة الكبرى هي التوجه الى مقر أمن الحي الحسني حيث توجد مصلحة البطاقة الوطنية ، إذ أن طابور الانتظار والذي يبدأ من ساعات الصباح الاولى لا ينتهي إلا في حدود الزوال، وعند مشاهدة هذا المنظر يتخيل للمرء أن الواقفين ينتظرون الحصول على الفيزا! هذه المعاناة لا تقتصر على المواطنين، بل يعاني منها كذلك الموظفون العاملون بهذه المصلحة، نظرا لقلتهم، وكذلك للظروف التي يعملون فيها، إذ على المسؤولين الأمنيين بهذه المنطقة إيجاد حلول لهذه المعضلة التي تؤرق المواطنين ورجال الشرطة على حد سواء، والتفكير في لامركزة هذه المصلحة المكلفة ببطاقة التعريف الوطنية بمقر منطقة الأمن، وتوزيعها على نقط بحسب كثافة السكان المتواجدين بتراب هذه المنطقة الأمنية.