مركز صحي واحد لساكنة كل من دواوير : المكانسة نبيل المزابيين أولاد الطالب الحفاية... المتواجدة بتراب بوسكورة. وإذا كانت هذه البناية التابعة لوزارة الصحة تعتبر مركزاً صحياً، فإنها تفتقد لأبسط وسائل العلاج والوقاية الصحية. فسكان هذه الدواوير يؤكدون وجود طبيب واحد فقط مع نقص فظيع في عدد الممرضين والممرضات رغم أن المنطقة تعتبر من المناطق المعرضة لشتى أنواع الأمراض، لأنها تعتمد في سكناها على البناء العشوائي وفي حياتها اليومية على مستوى معيشي دون المتوسط. ووسط بيئة ملوثة لانعدام الاهتمام بها من طرف المنتخبين. هذا النقص في الطاقم العلاجي والخصاص الكبير في الوسائل والمعدات، يجعل كل من أراد الحصول على «فيتشة» لضمان كشف وفحص طبي أو لعلاج مستعجل، وهي عبارة عن بطاقة صغيرة تحمل رقما يدل على ترتيب الأدوار.. مطالبا بالوصول إلى هذا المركز في الساعات الأولى من الصباح، وللوصول في هذا الوقت، وجب عليه (أوعليهن ) أيضا الاستيقاظ مع بزوغ فجر ذلك اليوم، لتكون «فيتشته» ذات رقم في المقدمة، أما إن كانت المرأة ،مثلا، من صاحبات الرقم الأخير (الخمسين وما فوق)، فيلزمها الحضور كل يوم لمدة قد تصل إلى ثلاثة أيام، لأن الطبيب لا يتعدى في فحصه وكشفه اليومي 20 حالة، وذلك حسب ما صرح لنا بع العديد من ساكنة هذه الدواوير. أما المعاناة الحقيقية، فتكمن في الطريق الفاصل بين المسكن والمركز الصحي الذي يوجد محاطا بما يسمى «بالدرگ»، حيث تتعرض العديد من النساء إلى هجوم من بعض عصابات قطاع الطرق . فكم من سيدة اغتصبت، وكم من أخرى تعرضت للنهب والسرقة والضرب، في صباح باكر والممر خالٍ من أي مار، ذنبها الوحيد هو محاولة الحصول على « فيتشة» برقم متقدم تضمن بها رؤية الطبيب ليكشف عليها أو هلى أحد أقاربها. وخلال الأسابيع الأخيرة، وبالقرب من هذا المركز الصحي بمنطقة معروفة عند سكان المنطقة بمحطة «الإشهار»، اعترض عدد من قطاع الطرق سبيل بعض المواطنات واقتاد أحدهم فتاة في مقتبل عمرها غير بعيد واغتصبها بوحشية على مقربة من نسوة من عائلتها اللائي لم ينفعهن صياحهن وطلب إغاثة ابنتهن، في حين أحاط باقي أفراد العصابة بالمكان لحماية «الوحش البشري» الذي .نفذ اعتداءه الشنيع على ضحيته، و لم يستطع أي كان إنقاذ الفتاة والقبض على المعتدي ! الأمل معقود الآن على الدوائر الأمنية، خصوصا أن مجموعة من هذه الدواوير انضمت الى تراب مقاطعة عين الشق، وبالتالي أصبح تدخل رجال الأمن أمرا مباحا، كما هو الحال حين تم إلقاء القبض على مجموعة من مروجي المخدرات والخمور!