أجمعت قصاصات وكالات الأنباء الدولية ( أسوشيتد بريس، و« أ.ف.ب.)، خلال 48 ساعة الأخيرة، أنه بعد أسبوع من فشل المرشح المصري فاروق حسني، في تبوؤ منصب المدير العام لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) تزايدت الانتقادات ضده داخل بلده. وهي الإنتقادات التي جاءت سواء من المعارضة أو من أوساط المثقفين المصريين لوزير ثقافة بلدهم الذي لا يزال يعتبر نفسه ضحية «مؤامرة خارجية» (!!). وكان المرشح المصري، الذي لم يحالفه الحظ إضافة الى معظم وسائل الاعلام المصرية الرسمية، قد شنوا عقب هذا الفشل حملة عنيفة تنديدا بمؤامرة صهيونية وغربية، حتى والحقيقة التي لا بد من تسليط الضوء عليها، هي أن الخطأ الكبير كان في عدم التنسيق العربي بشكل جيد، بالشكل الذي أضاع على العرب ( وعلى المغرب بالتحديد )، فرصة رئاسة منظمة دولية رفيعة مثل اليونيسكو. بل إن الروائي المصري علاء الاسواني، قد أعرب عن عن سعادته بهذا الفشل في مقال نشرته صحيفة «الشروق» المصرية. وقال الاسواني صاحب رواية «عمارة يعقوبيان» التي تتضمن نقدا عنيفا للمجتمع المصري المعاصر: ان «المصريين يرون في فاروق حسني وزيرا يفرضه عليهم منذ 22 عاما نظام سياسي بدون اي انتخابات حرة. ومن الطبيعي اذن، ان يقرن المصريون فاروق حسني بهذا النظام الفاسد». من جانبه، رأى عزت القمحاوي المسؤول عن الملحق الادبي لجريدة «الاخبار» ان نظريات المؤامرة التي طرحت لتبرير هذا الفشل «تعكس شيئا خطيرا في الوعي المصري والعربي الذي يتصور ان كل الانتخابات تزيف». وقال لوكالة فرانس برس ان «الوزير كان مرشحا جرى تقييمه وفقا لعمله ونزاهته. وقد ارتكب الكثير من الاخطاء خلال ال 22 عاما» التي امضاها في الوزارة. وبعدما اعتبر فاروق حسني الاوفر حظا لفترة طويلة، هزم في نهاية معركة حامية امام الدبلوماسية البلغارية ايرينا بوكوفا. من جانبه، نشر النائب محسن راضي، عضو جماعة الاخوان المسلمين، الذي كان حسني يرد عليه عندما أدلى بتصريحاته هذه عن حرق الكتب الاسرائيلية التي شوهت حملته من اجل اليونيسكو، مقالا لمهاجمة وزير الثقافة المصري. وقال النائب الاسلامي في المقال الذي نشرته صحيفة «الدستور» المستقلة: «أدركت اسباب الهزيمة واستشعرت من داخلي ان الهزيمة والتراجع والاخفاق والفشل عنوان ثابت سيظل يلاحق هذا النظام الذي يصر أفراده على سياسة البقاء الى الابد». واعتبر ان «تزوير الانتخابات واقصاء القضاة عن الاشراف عليها وغلق النقابات وتجويع الشعب المصري وارهابه بالطوارىء ستظل عقبة كؤود أمام كل انجاز». وامام هذه الإنتقادات القوية من داخل مصر،، واصل حسني التأكيد انه كان ضحية مؤامرة تتجاوز شخصه وقال في حديث لجريدة «الاسبوع» الاسبوعية ان «معركتي لم تكن ضد مرشحين لكن ضد دول. والمؤامرة كانت اكبر مما يمكن تصوره». ولم يصدر من الرئيس حسني مبارك اي تعليق رسمي على فشل المرشح المصري، لكنه لمح الى انه لا يزال يحظى بثقته. في المقابل، يرى البعض في هذا الفشل شكلا من اشكال الانتصار(!!). وفي هذا الاطار، قال الصحافي صلاح منتصر في صحيفة «الاهرام» الرسمية، ان: «فاروق حسني خرج من معركة اليونيسكو شخصية عالمية شهيرة مثل الفنان عمر الشريف» (والله!!).