عادت الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، في دورته الأولى، للمخرجة اللبنانية ديما الجندي عن فيلمها « خادمات للبيع»، الذي شاركت به من ضمن11 فيلما في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي انطلق في فاتح أكتوبر الجاري، والذي نظم تحت شعار «الفيلم الوثائقي في خدمة التنمية». كما فاز الفيلم ذاته بجائزة لجنة تحكيم نقد الفيلم الوثائقي المكونة من الناقد ومدير المهرجان الوطني لفيلم الهواة ضمير اليقوتي، والممثلة والمخرجة بشرى إيجورك، والكاتب عبد الكريم جويطي . ويلامس فيلم «خادمات للبيع» أحد المواضيع التي بدت تطفو على السطح ، حيث تنبني فكرته بالأساس على الصورة النمطية لخادمات البيوت في لبنان، إذ أقدمت المخرجة ديما على استجلاء الحقيقة المرة لهذه الشريحة من المجتمع عبر إجراء سلسلة من الحوارات أثناء تعقبها لحركات وسكنات ثلاث شابات ممن هاجرن الديار والدفء العائلي نحو الضفة الأخرى بحثا عن لقمة العيش. وكانت جائزة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية من نصيب المخرج المغربي الشاب ياسين الإدريسي، الذي حاول في أول إنتاج إبداعي له بعنوان «في انتظار الثلج» توظيف الصورة في رصد الحياة اليومية لطفل ينحذر من أسرة فقيرة ، من أجل التعبير عن حقيقة واقعه المأساوي بإحدى القرى النائية على مقربة من مدينة إفران التي تستقطب العديد من الزوار الأغنياء القادمين للتزحلق على الجليد. وتضم هذه اللجنة إلى جانب محمد بلحاج ، مخرج الجزيرة الوثائقية بقطر ، كلا من المخرجة والناقدة المصرية هالة فؤاد الماوي، وكاتب السيناريو التركي ياكبسان ايردان، وكلا من المخرج السينمائي عز العرب العلوي لمحرزي ، والباحث في الموسيقى عبد السلام الخلوفي من المغرب. وفيما يخص جائزة مدينة خريبكة ، فقد عادت إلى فيلم «اللفيف» للمخرج المصري عز الدين سعيد ، بالنظر للتكامل الحاصل في جودة السيناريو وسرعة الإيقاع وقوة المونتاج المستعملة في استحضار رمزية التنورة ، أي الحركات الدائرية التي تؤديها الفرق الصوفية في حفل الحضرة الذي يقام في مختلف المواسم والمناسبات الدينية بكل من مصر وتركيا. وقد تضمن برنامج المهرجان ندوة رئيسية حول «الفيلم الوثائقي وقضايا العولمة»، وقافلة سينمائية استفادت منها دواوير أولاد عيسى ، إحدى الجماعات الفقيرة التي استهدفتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و بانوراما من الأفلام الوثائقية التم عرضها بمؤسستين تربويتين .