للبلاد مشاغلها الحارقة اليوم، لها هامش من الجمر ومن المخاطر ولها اليوم جبهات قاسية، منها جبهة الوحدة الوطنية الدائمة الحضور والتي على ضوئها، وعلى ضوئها الصعب يجب أن تقاس العديد من الأشياء. في تندوف محتجزون، لم يستطيعوا لحد الساعة أن يتحدثوا عن وضعية الاحتجاز.. ومنذ أيام والعالم يعيش على إيقاع المطلب المغربي ، الذي طلب من المفوضية السامية للاجئين ،إعادة توطين المحتجزين بمخيمات تندوف في بلدان أخرى، مؤكدا أن الجزائر عرقلت حل العودة الطوعية، ولم تطبق أبدا حل الاندماج المحلي. وأوضح عمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدة بجنيف، في مداخلة له الإثنين، أمام الدورة ال60 للجنة التنفيذية للمفوضية أن المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، الذي قام مؤخرا بزيارة إلى المنطقة، اطلع بنفسه وعبر عن أسفه للمأساة الانسانية لساكنة مخيمات تندوف، التي تتواصل لأزيد من ثلاثة عقود. طبعا الأممالمتحدة نفسها تهان في هذا الملف، وهي نفسها تعيش العجز في شخص المندوبية السامية للاجئين، تصف الحالة بدون العمل على تغييرها.. لقد كان منا ، للأسف، من اشتغل في منطق الدعوة الجزائرية، وليس حتى الدعوة الانفصالية ، الذي يرى ويقدم المحتجزين على أساس أنهم شعب له الحرية في ألا تكون له الحرية، شعب يقيم بين الخيام وبين الخيال، شعب من ورق ومن رمل ومن بذلات عسكرية ومن سراب.. للأسف ، إن العالم الذي خلد منذ أيام ، ذكرى سقوط جدار برلين، لم يستطع لحد الساعة أن يسقط خيمة في صحراء ويحرر المحتجزين.. نحن معنيون ، ومع ذلك هناك منا من له انشغالات أخرى ، في الوقت الذي نريد أن نكون في صف هؤلاء حتى تعود لهم الحرية في أن يتحركوا على قدمين، أو في سيارة أو على جمل من اختيارهم ولا تختاره المخابرات العسكرية الجزائرية.. غوتيريس، وقف في الصحراء المغربية، عند مأساة التفرقة بين أفراد العائلات في الصحراء ومعاناة رجال ونساء، لم يسبق لهم رؤية آبائهم، والذين تمكنوا، بفضل تدابير الثقة التي وضعتها المفوضية، من لقاء أقاربهم في الصحراء المغربية. وأضاف أنه أمام وضع كهذا، والذي وصفه المفوض السامي بالمأساوي، وجه المغرب نداء رسميا إلى المفوضية من أجل التفعيل الكامل لاختصاصاتها من أجل البحث عن حلول دائمة لسكان مخيمات تندوف. وأوضح، في هذا الصدد، أن القانون الدولي للاجئين جد واضح وينص على ثلاثة حلول دائمة، تتمثل في العودة الطوعية، والاندماج المحلي وإعادة التوطين في بلد آخر. وكل الذي حدث هو أن المغرب يطالب اليوم من أجل أن يتم توطين المحتجزين في بلد آخر غير الجزائر.. لقد استطعنا تحقيق انتصار بسيط في فنزويلا، لكن لا وقت للانتشاء اليوم ، بالرغم من حقنا في ذلك ولا سيما أن الذي وقع وقع في فنزويلا التي تعد قلعة للعمل الانفصالي ، اضف الى ذلك العلاقات المتوترة بيننا وبينها .. نحن اليوم في عز المشاغل التي تأكل جزءا من طاقتنا، ونحن أمام حدود غير مرسومة بوضوح كما هو حال كل البلدان التي تعيش انتقالاتها المتعددة.. إنها مشاغل من جمر تتطلب منا أن نجعل من الوطن ورموزه القيمة الكبرى..