سوق من نوع خاص ، سوق كبرى مفتوحة على طول تراب جهة بكاملها ، نخاسة بلبوس متحضر ، رؤوس تشترى وتباع بالجملة وبالتقسيط ، لهفة كبرى للمرشحين الكبار على أصوات الناخبين الكبار .. تلكم هي حالة الحملة الإنتخابية لإقتراع تجديد ثلث أعضاء مجلس المستشارين بجهة تادلة أزيلال المزمع إجراؤه يوم الجمعة المقبل . ثلاثة مقاعد في صنف المستشارين تتبارى عليها خمس لوائح، تمثل أحزاب الإستقلال - الحركة الشعبية - الإتحاد الإشتراكي - الأصالة والمعاصرة والأحرار. لا يمكن لأي حزب أن يطمع في الفوز بأكثر من مقعد واحد، وذلك بحكم تشتت الخريطة التمثيلية للأحزاب على مستوى مختلف الجماعات المحلية المكونة للجهة ( حوالي 1500 ناخب مدعوون للتصويت واختيار ثلاثة مستشارين جدد بالغرفة الثانية). اختيار لا يبشر ما يجري حاليا في الحملة الإنتخابية بأنه سيكون خاضعا لأسس الديمقراطية، أو مبنيا على حرية وقناعة الناخب انطلاقا من سياسة وبرنامج حزبه . العديد من هؤلاء الناخبين الكبار الذين تم انتخابهم منذ 12 يونيو الماضي غيروا أحزابهم الأصلية في المحطات الإنتخابية الموالية . بعضهم غير لونه الحزبي في استحقاقات الغرف المهنية ، آخرون انتقلوا إلى لون ثان أو ثالث في انتخابات المجلس الإقليمي ، و منهم من سيصوت أو ترشح بلون رابع في اقتراع الجمعة المقبل . رئيس جماعة بني ملال مثال صارخ على ذلك . فهو يمثل مع فريقه حزب السنبلة في الجماعة ، صوت مع فريقه في اقتراع المجلس الإقليميلبني ملال على لائحة الحمامة، ثم صوتوا في اقتراع المجلس الجهوي على حزب التراكتور وها هو يترشح كوكيل للائحة التراكتور في استحقاق الغرفة الثانية . الأجواء مناسبة ووضعية التشتت والتشرذم هاته تغري بشراء الذمم ، وأصحاب المال الحرام يتهافتون لاقتناص الأصوات / الرؤوس جماعات و فرادى . مستشارون ببعض جماعات إقليم أزيلال يجتمعون في منزل أو مقهى ويتصلون ببعض وكلاء اللوائح لعرض أصواتهم على من يدفع أكثر ، بل إن بعضهم باع صوته لأكثر من وكيل . نخاسة علنية تتم أمام عيون السلطات التي لاتنام لكنها تكتفي بالتفرج والمراقبة . مستشارون من بعض الأحزاب غير المرشحة في هذا الإقتراع يقودون عمليات شراء الرؤوس وطبعا بمقابل مادي . حزب محسوب على المعارضة يشرف مسؤولوه على بيع مستشاريه إلى وكيل لائحة معينة . مستشارون يمثلون حزبين معينين في جماعة بني ملال يدعمون وكيلا وافدا على لائحة حزب آخر، رغم أن أحد الحزبين له لائحته في هذا الإقتراع . خلط سياسي لا منطق له يضرب الأخلاق السياسية ونبلها وكذا الإلتزام الحزبي في الصميم . بالمقابل يبقى التزام ونزاهة مستشارين من حزب أو حزبين بالمنطقة، نقطة ضوء طفيف في ظلمات بحر النخاسة المتعفن حتى الأعماق.