بفرحة بالغة، تلقى الأطفال المتخلى عنهم بمركز استقبال الأطفال في وضعية صعبة بمدينة الصويرة زيارة نادي الروتاري الذي نظم نشاطا تضامنيا بتنسيق مع جمعية دارنا بمناسبة ليلة القدر. «الهدف من النشاط هو تحسيس هؤلاء الأطفال بالقيمة الاجتماعية والدينية لهذه المناسبة العزيزة على كل مسلمة ومسلم، كما يدخل هذا النشاط في إطار تربيتهم على مجموعة من القيم الأساسية التي ستيسر اندماجهم وتفاعلهم مع محيطهم الاجتماعي» صرحت لنا وفاء كمراني الكاتبة العامة لنادي الروتاري بالصويرة. مغاربة وأجانب تحلقوا حول الأطفال الذين أشرقت في وجوههم فرحة معانقة دفء الوجوه التي كانت متبسمة ومتأثرة بالمشاعر البريئة لهؤلاء الأطفال الذين يبدون في أحسن أحوالهم. فمنذ افتتاح مركز استقبال الأطفال في وضعية صعبة بتاريخ 21 ماي 2008 على إثر إنجازه في إطار البرنامج الإقليمي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي قدره 4 ملايين و 500 ألف درهم على مسافة 600 متر مربع، عرفت حياة هؤلاء الأطفال تحولا نوعيا كبيرا على مستوى ظروف الإيواء، والتغذية والتربية والرعاية والاجتماعية، خصوصا في ما يتعلق بالأطفال الذين كانوا في عهدة إحدى الجمعيات التي حلت بقرار من المحكمة الابتدائية بالصويرة. 55 طفلا ، 36 منهم إناث تحلقت حولهم مشاعر تعاطف كبيرة ترجمتها هدايا رمزية حملها أعضاء الروتاري تعبيرا عن تضامنهم مع هذه الطفولة التي تدفع ثمن أخطاء الكبار . تتذكرون الأطفال الذين كانت جريدة الاتحاد الاشتراكي أول من دق ناقوس الخطر للتنبيه إلى الأوضاع الكارثية التي يتجرعون مرارتها لدى إحدى الجمعيات، تتذكرون لحظة استعادتهم وإيوائهم بمركز الاستقبال لحظة افتتاحه وصدور حكم المحكمة، تتذكرون حكايات سوء التغذية، الأمراض الجلدية، القمل، العصاب... كل ذلك أصبح جزءا من الماضي ، فأحوال الأطفال تحسنت إلى حد كبير على جميع المستويات التي كانت موضوع اختلالات. بداية بفضاء الاستقبال ذي الثلاثة مستويات، والذي يتكون من قاعات للنوم ، روض للأطفال، فضاء للألعاب، قاعة الأكل، بهو، قاعة التهييء المدرسي، ركن الألعاب، مراحيض وحمامات، مستودع ملابس، مطبخ، 3 مخازن، مصبنة ومكتب إداري. برنامج التغذية ممتاز يتم التعامل معه بصرامة ودقة، والأداء التربوي والتعليمي يحتل واجهة اهتمام المشرفين على الجمعية. يعمل بالمركز 18 مربية، 10 مستخدمين، 03 أطر إدارية ملحقة، وإطار إداري دائم، غير أن للجودة ثمنها، وأعباء هذا المستوى من الرعاية باتت تثقل جمعية دارنا التي لا تؤمن لها مواردها القارة إلا 40 في المائة من قيمة المصاريف الشهرية التي تتراوح ما بين 80 و90 ألف درهم. منذ افتتاح المركز استفاد 71 طفلا وطفلة من خدمات الجمعية، 16 منهم تم تبنيهم من طرف أسر. يصعب أن تعيش نهاية دفء هذه اللحظة الجميلة التي تفاعل معها الأطفال إلى حد كبير ، لهذا النوع من الزيارات التضامنية عميق الأثر على نفسية الأطفال وعلاقتهم بمحيطهم الاجتماعي، لكن رغم جودة الرعاية الاجتماعية والصحية والتربوية المتوفرة، تبقى لأجواء الأسرة أهميتها الحيوية والمحددة. لعل أحضان أسر مغربية تتلقف البراءة المشرقة لهؤلاء الأطفال الذين يتبسمون للحياة رغم تجهمها.