بات المستقبل الدراسي لأزيد من 400 تلميذ على المحك موزعين على 12 قسما بمدرسة «الوفاق» بالألفة التابعة لنيابة الحي الحسني، وذلك بعد قرار إلحاقهم بمدرسة الشهيد العربي البناي التي تبعد عن الأولى بمئات الأمتار، وهو القرار الذي اعتبره آباء وأمهات وأولياء التلاميذ مفاجئا دون سابق إنذار، ولم يصل إلى علمهم إلا يوم الدخول المدرسي بعد أن تفاجأوا بالغياب الكامل للأطر التربوية بالمؤسسة. قرار بررته النيابة بتخفيض الضغط عن الثانوية التأهيلية طارق بن زياد في ظل الإصلاحات الجارية، وهو ما اعتبره آباء وأمهات التلاميذ محاولة لإزالة مدرسة «الوفاق» الابتدائية من الخريطة المدرسية بالمنطقة، في وقت تغطي كثافة سكانية مهمة خاصة في ظل التوسع العمراني الذي تعرفه المنطقة، مما يتطلب تواجد بعض المرافق التعليمية خاصة المدارس الابتدائية، وهو «الشيء الذي غاب عن مخيلة الساهرين على برامج التخطيط»، في حين تغطي مدرسة «الوفاق» الابتدائية مجموعة من الأحياء السكنية ك: الفردوس، السلام، الزوبير، الحاج فاتح، الأزهري، حي المطار... وتضيف مصادرنا أن مدرسة الشهيد العربي البناي التي جاء القرار بإلحاق تلاميذ الوفاق بها هي الأخرى تعاني مشكل الاكتظاظ إضافة إلى بعدها عن مجموعة من الأحياء التي يقيم بها تلاميذ مدرسة الوفاق بمسافة تصل أحيانا الى أزيد من 4000 متر! وعلى ضوء هذا القرار الذي اعتبره الكثيرون مفاجئا ، يطرح العديد من المتتبعين للشأن التعليمي بالمنطقة عدة تساؤلات عن سبب عدم إخبارهم بالأمر عند نهاية السنة الدراسية، حتى لا يتفاجأ عدد من التلاميذ وأسرهم بهذا القرار الذي نزل عليهم كصفعة قوية في يوم العيد المدرسي وفي أول موسم لتطبيق المخطط الاستعجالي الذي يعول عليه القائمون على تسيير الشأن التعليمي للنهوض بالمنظومة التعليمية خاصة التعليم الابتدائي . هذا واعتبرت جمعية أباء وأمهات التلاميذ هذا القرار بمثابة و ضع العصا في العجلة لإعاقة السير العادي للمنظومة التعليمية بالمنطقة مذكرة في ذات الوقت بأنهم (أولياء التلاميذ) لن يسمحوا بأن يكون أبناؤهم «كبش الأضحية» والشماعة التي تعلق عليها جميع الاختلالات والفشل في تسيير الشأن التعليمي بالمنطقة و«تجريب» بعض القرارات التي وصفتها مصادرنا ب «الترقيعية» لحل مشكل كان لزاما التخطيط له مسبقا. هذا وأجمع آباء وأمهات التلاميذ بمدرسة الوفاق الابتدائية على تشبثهم بمطالبهم الأساسية الرامية الى إبقاء الوضع على ما هو عليه رافضين كل المخططات التي ترمي إلى إزالة مدرسة «الوفاق» الابتدائية من الخريطة المدرسية بالمنطقة مؤكدين في ذات الوقت على أنهم سيواصلون احتجاجاتهم السلمية، محملين مسؤولية ضياع مستقبل أبنائهم الدراسي الى الجهات المسؤولة بالنيابة ، وعلى أنهم سوف يطرقون جميع الأبواب مدعمين بجمعيات المجتمع المدني لإعادة النظر في القرار الذي لايخدم مصلحة التلاميذ، على حد قولهم، ويضرب بعرض الحائط شعار: «جميعا من أجل مدرسة النجاح» وجل المبادرات التي ترمي إلى الإقلاع بالمنظومة التعليمية ببلادنا.