يعاني ساكنة حي سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، حالة من الرعب بإحدى الأزقة المحادية لبرج الماء «الشاريج»، الذي أصبح بؤرة احتشاد للعديد من التجار ومستهلكي المخدرات خاصة الحشيش والعقاقير المهلوسة «القرقوبي». زقاق قديم يضم منازل ذات بناء قديم، وتصاميم عشوائية وغير منظمة، يقع مباشرة خلف برج الماء، بعيدا عن الأعين، ويصعب اختراقه بالسيارة، لكنه زقاق مختصر يتخذه المارة للعبور إلى أماكن أخرى، ولأنه متوار عن الأنظار، اتخذه بعض تجار المخدرات ومستهليكها سوقا دائمة دون انقطاع سواء ليلا أونهارا. وعبر عدد من ساكنة هذا الزقاق عن استيائهم من نوبة رعب وخوف تهز مضاجعهم، وأشار بعضهم بأن الساكنة لا تملك الجرأة لرفع شكوى إلى السلطات المختصة، أو حتى «الإتحاد» واتخاذ موقف موحد للوقوف في وجه هؤلاء، بل حتى كلامهم في الموضوع يكون بالهمس، خوفا من أن تصل إليهم أيدي «البزناسة» حسب قولهم وهم لا يملكون حولا ولا قوة. هذه الظاهرة حرمت أطفال الزقاق من حق اللعب وفرضت على الساكنة حضر التجول ليلا، اضافة إلى كم الشتائم والكلمات النابية التي ألفتها آذانهم. وأفاد بعض أبناء المنطقة بأن حالة رعب دائمة أصبحت تسيطر عليهم خوفا من تعرض منازلهم للسطو، وأوضح أحدهم أنه «يفضل الصمت وغض النظر، لأن الدخول في صراع مع هؤلاء سيجلب متاعب كثيرة». أما من تسول له نفسه المرور من هناك، فسيكون مصيره الاعتداء بالآلات الحادة والسرقة، وحسب ما صرح به أحد أبناء الزقاق أنه شهد محاولة سرقة كان ضحيتها شابان متجهان نحو عملهم ولم ينقذهما إلا صوت صفارة سيارة الشرطة التي كانت تمر صدفة من الشارع المحادي للزقاق، وفي ذات المكان تعرضت فتاة عائدة من عملها ليلا إلى اعتداء بالضرب والسرقة. وكانت آخر حادثة هزت ساكنة حي سيدي البرنوصي هي مصرع شاب في مقتبل العمر بطعنة سكين مميتة، على يد أحد مستهلكي المخدرات المتواجدين بذلك الزقاق، فقط لأن الشاب تطاول على حرمة المكان ومر منه ليلا بعد أن أدى صلاة العشاء والتراويح. ليبقى الزقاق «بؤرة رعب» بحي سيدي البرنوصي تؤرق مضجع ساكنة سيدي البرنوصي إلى حين إيجاد حل لذلك.