تصدى العشرات من النساء والرجال والشباب من سكان دواوير"أغري أوفلا،أغري أزدار،تغزا،إكَري"بجماعة إيموزارإداوتنان بأحوازأكَادير ،صباح يوم الإثنين7شتنبرالجاري،لتقنيي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والسلطة المحلية المستعينة بالقوات المساعدة والدرك الملكي،حيث منعوهم من الإقتراب من العين لقياس صبيب ماء عين"الهنهار"في إطارالتمهيد لتنفيذ مشروع تزويد عشرة دواوير بعيدة بالماء الصالح للشرب، انطلاقا من هذه العين المخصصة منذ مدة لأغراض فلاحية لفائدة سكان تلك الدواوير. وبرر سكان هذه الدواويرالبالغ عددهم أكثرمن 710نسمة،هذا الموقف، بكون العين تعد المورد المائي الوحيد لنشاطهم الفلاحي،فمن مائها يسقون أشجار الزيتون واللوز والموز والنخيل والخضروات كمنتوج فلاحي معاشي ذاتي، وبالتالي فتحويل مجرى مياه عين"الهنهار"لتزويد دواويربعيدة بالماء الصالح للشرب، سيهدد فلاحة هذه الدواويرالأربعة المتضررة التي تعتبر مصدرعيشهم الوحيد،وسيؤدي بهم إلى الهجرة بعد نضوب العين التي تعتبرحقا مكتسبا استغلوه لمدة قرون. وذكرممثلو جمعيات الدواوير المحتجة، في نقاشهم مع قائد إيموزاروالمكلف بقياس صبيب العين بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بأكَادير،أن الدواويرالعشرة المراد تحويل مياه عين"الهنهار"إليها، هي غنية بالآبار وبالمياه الصالحة للشرب وما على الجهات المختصة إلا أن تنقب عن المياه الجوفية،وأن المشروع الذي سيموّل بحوالي ثلاثة ملايير سنتيم من طرف جمعية من بلجيكا،تقف وراءه جهات متواطئة يسيل لعابها من أجل تلك الأموال،على رأسها السلطات الإقليمية والجماعة القروية وجمعية إيبولال إيغيل بإيموزار، وخاصة أن رئيسها"بوتشيشت مولاي أحمد" هو المتزعم والمتحمس لهذه الفكرة. وبالرغم من المحاولات التي بذلها قائد المنطقة،وكذا الكاتب العام لفيدرالية جمعيات إيموزار، لمدة ثلاث ساعات، لإقناع السكان بالعدول عن موقفهم ،وأن قدوم تقنيين من المكتب الوطني للماء الصالح للشرب هو فقط من أجل قياس صبيب العين المتنازع حولها،لاستكمال الدراسة التقنية حول المشروع، فإن سكان الدواويرالأربعة،رفضوا كل التبريرات، وصدوا التقنيين ومنعوهم من الاقتراب من العين،وإزالة محركات ضخ المياه لسقي منتوجاتهم الفلاحية،بدعوى أن الأمرلايعدو نوعا من التحايل على مياه العين،خاصة أن بعض المنتخبين المحليين المتحمسين لفكرة استغلال هذه العين،لم يستشيروا سكان الدواويرالمعنية،وأن لهم مصلحة خفية وغير معلنة في تشجيع هذا المشروع،خاصة أن الجمعية الأجنبية ستسلم لهم ثلاثة ملايير سنتيم لإنجازه. هذا وسبق لثلاث جمعيات ممثلة لسكان الدواويرالأربعة المستغلة منذ القدم لمياه عين"الهنهار"، وهي جمعية سيدي محمد الجزولي للتنمية والتعاون بدوارأغري أفلا،جمعية إكري للتنمية والتعاون بدوارإكَري،جمعية خيرالله للماء الشروب أغري أزدار،أن وجهت شكايات إلى والي جهة سوس ماسة درعة وعامل عمالة أكَادير إداوتنان،احتجت فيها على المساعي الرامية إلى تحويل مجرى ماء عين "الهنهار"عن مصدره الأصلي. وثمنت الجمعيات الثلاث في ذات الشكايات،المجهودات التي بذلتها مندوبية وزارة الفلاحة والاستثمارالفلاحي المتجسدة في إحداث وبناء صهريج بالقرب من سطح العين لتخزين مياه السقي عند توزيعها وبناء سد تلي لإضفاء الطابع الفلاحي على العين، وتمرير قنوات الري على امتداد3 كيلومترات مختلفة الاتجاه، بغية إيصال ماء عين"الهنهار"لسقي أراض فلاحية خصبة،قبل أن تفاجأ بهذه المحاولة التي يقودها رئيس إحدى الجمعيات البعيدة عن العين،وبتواطؤ مفضوح مع رئيس جماعة إيموزار وجهات خفية ومسؤولة إقليميا وجهويا، لها مصلحة خاصة في الاعتمادات المالية التي ستخصصها جمعية بلجيكية للمشروع. والآن وبعد أن نجح السكان في تصديهم لمحاولة قياس صبيب العين، وإزالة محركات ضخ المياه التي أقاموها، وإرغام السلطات على فتح نقاش جديد بينها وبين الجمعيات الثلاث الممثلة للدواويرالأربعة المحتجة، وبين هذه الأخيرة وبين فيدرالية الجمعيات بمنطقة إيموزارإداوتنان،يوم الجمعة القادم (11شتنبرالجاري)،تبقى عدة أسئلة تُطرح بإلحاح من قبيل: من يقف وراء هذا المشروع الذي سيخصص له 3ملايير سنتيم؟ومن هي الجهة التي ستشرف عليه؟ولماذا تم اختيار هذه العين بالضبط البعيدة عن الدواويرالتي ستستفيد من الماء الصالح للشرب،في حين هناك عيون قريبة منها لم يتم اختيارها، أم أن المهم في كل هذاهو أنه كلما ازدادت المسافة بعدا كلما رفع البلجيكيون من سقف الاعتمادات المالية المخصصة للمشروع؟.