عندما نؤكد على ضرورة الربط بين الديمقراطية والتحرير فذلك لان هناك ارتباطا موضوعيا بين قضية التحرير ? تحرير اراضينا الصحراوية ? وقضية الديمقراطية المتمثلة حاليا في الانتخابات الجماعية ، ونحن عندما نلح على الحرص الفعلي على نزاهة الانتخابات وقطع الطريق امام كل تزوير ، فلاننا نريد لهذه الانتخابات ان تكون بداية جدية لتجربة ديمقراطية حقيقية ستنعكس آثارها ، كما قلنا مرارا ، على المنطقة كلها ، وبالاخص على الاجزاء المسترجعة من ترابنا الوطني . ان خصوم الديمقراطية لاتحركهم الا مصالحهم وانفعالاتهم المتوترة المتقلبة التي تغذيها هذه المصالح . وبالتالي فهم لايقيمون وزنا للمصالح الوطنية العليا، ولاينظرون الى عواقب التدخلات والضغوط التي يمارسونها لتحويل التجربة الانتخابية الحالية الى تجربة مزيفة من جنس التجارب السالفة . ان التجربة الانتخابية الحالية قد جاءت امتدادا للكفاح الوطني من اجل استرجاع الصحراء . والاجماع الوطني الذي تحقق بشكل رائع خلال معركة استرجاع الصحراء قد امتد مفعوله الى التجربة الانتخابية الحالبة بوصفها حلقة من سلسلة تدشين عهد جديد في المغرب يعطي لبلادنا وجها جديدا تتكسر عليه الخصوم والاعداء وحلفائهم . وليس هناك شك ، بالنظر الى هذا هذا الارتباط العضوي بين قضية التحرر وقضية الديمقراطية، في ان أي خدش يصيب قضية الديمقراطية سينعكس توا على قضية التحرير ، وان أي تزوير تتعرض له الانتخابات الحالية سيكون مفعوله وانعكاساته على قضية صحرائنا المسترجعة اشد اقوى . ان الانتخابات الحالية تجري في كل شبر من التراب الوطني المحرر بما في ذلك اقاليمنا الصحراوية المسترجعة . واذا كان الملاحظون في العالم اجمع ينتظرون ما ستسفر عنه هذه التجربة الانتخابية الجديدة فان انظارهم مازالت تنظر الى الصحراء التي مازال يحاول حكام الجزائر الابقاء على ملفها مفتوحا على الصعيد الدولي . ولاشك ان الجميع يعطي اهمية كبرى للانتخابات في اقاليمنا الصحراوية ، لانها ستكون بمثابة استشارة شعبية تتجاوز مايطالب به الخصوم من تقرير ( المصير ) (وتنظيم الاستفتاء ) . فماذا سيكون مصير هذه الاستشارة الشعبية في الصحراء اذا اتضح للعالم اجمع ان الانتخابات في المغرب المحرر منذ 1956 لم تكن نزيهة ؟ ان القوى الوطنية تحارب الضغوط وتندد بالتزوير ، ولكن يظهر ان خصوم الديمقراطية مستمرون في تحركاتهم واعداد ( طبخاتهم ) . واذا استمرت هذه الضغوط و(الطبخات)) الى يوم الانتخابات ، فان القوى الوطنية ستكون مضطرة الى فضح التزييف والتلاعب بارادة الشعب . وفي هذه الحالة سيصبح من السهل على خصوم المغرب في الخارج ان يستخلصوا النتيجة التالية ويروجوها في كل المرافق الدولية والابواق الدعائية : هذه النتيجة هي ( الانتخابات في المغرب المستقل منذ 1956 كانت مزورة ، فكيف بالانتخابات في الصحراء ؟ ان القوى الوطنية تشد اشد الحرص على ان لاتعطي لخصوم المغرب في الخارج مثل هذه الحجة التي ينتظرونها بفارغ الصبر . فهل سيراجع خصوم الديمقراطية حساباتهم ويتركوا التجربة تمر بسلام حتى تجني البلاد نتائجها الايجابية ؟ ان المسؤولية تقع الآن على خصوم الديمقراطية فعليهم ان يراجعوا حساباتهم على اساس المصلحة الوطنية العليا ، والا فسيكونون المسؤولين الوحيدين عن تعريض المصلحة العليا للخطر