أكيد أن الجمهور الكبيرالذي حضر لحظات افتتاح مهرجان «بيضاوة» للمسرح الاحترافي ، في دورته الأولى ، أمس الأول ، بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء، الذي تنظمه النقابة المغربية لمحترفي المسرح - فرع الدارالبيضاء، وخصصت فقراته لتكريم الفنان المسرحي الطيب الصديقي ، سيتوقف عند قيمة لحظة الاحتفاء ، لمبدع بصم التجربة المسرحية في المغرب بعطائه وريادته وإضافته وتأسيسه وفرادته. وقبوله أن يحتفى به هو رهان في حد ذاته، لأنه ممن يكرهون التكريم وينفرون منه. لكن إصرارالنقابة المغربية لمحترفي المسرح ، فرع الدارالبيضاء برئاسة الفنان أحمد الصعري على نهج هذه الخطوة ، كلحظة اعتراف بقيمة الطيب الصديقي الفنية ، إنما هي لحظة اعتراف بفنان تمتع بالإمتلاء، ويؤمن بصبر التأسيس للمعنى الأصيل في الفن والفعل، ويعي أ ما يتبقى يؤسسه البسطاء الصادقون. لحظات التكريم التي شارك فيها كل من حسن النفالي ، أحمد الصعري ،عبد الحق أفندي ، أبو القاسم اسماعيل، بلعيد بويميد ، مجموعة «النورس» وأخرون ، عبر فيها الصديقي أنه «سعيد بهذا التكريم من طرف بيضاوة.. وهذا كلام تَايْكُولُو واحَد صْوِيرِي .. بارك الله فيكم. وأنا سعيد بتواجد أصدقاء زمانْ .. وبالمناسبة أريد أن أحيي عميد «مسرح الناس» مصطفى سلمات.. وماذا يمكن لي أن أقول.. أظن أن الصمت أحسن ..». كما أنه لم يفته أن يعبر عن قيمة المثقف والفنان والمبدع المغربي، مؤكدا أن «بْلد المغرب مليئ بالمواهب والكفاءات.. وهل من السهل أن «يْكُون عند واحد بحال عويطة ، كروج ، نوال.. واش من ساهل يكون عند الواحد كتاب وتشكليين.. راه المغرب ، فِيهْ لَعْجَبْ .. والمغرب ماشي فلكلور، بَلْ ثقَافة وَاقْفَا علَى رَجْلِيهَا وصحِيحَة ..». فرصة هذا اللقاء ، كذلك ، أعلن فيها الفنان الطيب الصديقي عن قرب افتتاح مسرح «موكادور» ، مشيرا في سياق إجاباته على تدخلات الجمهور ، أنه «في غياب الذاكرة لا يمكن أن تكون هناك ثقافة ، وإذا لم تكن الثقافة لن يكون هناك تحضر» ، وأن «مقامات بديع الزمان الهمداني» هي مقامات عربية ، «أقدم من المسرح الفرنسي والانجليزي».. هكذا ، سيبقى الرجل واحدا من أهم صناع الجمال الفني في المغرب والعالم العربي، ولا أحد يمكنه أن يتجاهل قيمته كمسرحي كبير كان دائما جريئا في إبداء رأيه والدفاع عن أفكاره الشخصية بما فيها تلك الافكار التي تضمنت بعضا من جنون الفنانين..