ومن غابات تونفيت إلى غابات أخرى بإقليم خنيفرة دائما، وهذه المرة بآيت حنيني، إذ على امتداد غابة إيدكل، الغنية بثرواتها الخضراء تنشط خلايا "مافيا الأرز" ولا تتوقف عن عملية تدمير وتخريب المجال الغابوي لغاية المتاجرة في أخشابها وتهريبها بطرق منظمة على شتى الاتجاهات، وكثيرا ما زعمت مصالح المياه والغابات أن هذه الأفعال الإجرامية تجري في ظروف غامضة، إلا أن ما تؤكده مصادرنا بمحيط غابة إيدكل وآيت حنيني مثلا ينفي ذلك بالقول إن جرائم التدمير تقع أمام مرأى من عناصر محسوبة على هذه المصالح، ولم يفت شرائح واسعة من السكان والأوساط المهتمة بالمجال البيئي الإعراب عن امتعاضها حيال مظاهر تنامي مختلف أشكال التخريب الذي تتعرض له الثروة إن لم تتدخل الجهات المعنية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه على خلفية ارتفاع وتيرة خلايا "الإرهاب الغابوي" حتى بالرغم من يقظة وصرامة المصلحة الإقليمية للمياه والغابات والمخلصين من رجالها بمختلف النقاط. وفي هذا الصدد كشفت مصادر خاصة عما سمحت عدسة بعض المواطنين بالتقاطه لأشجار أرز تم تخريبها، وبينها التي ما تزال في ريعان اخضرارها، وبقدر ما أشارت أصابع السخط الشديد للمتسيبين اتجهت ذات الأصابع نحو مسؤول غابوي بمركز إيدكل للمياه والغابات، هذا الذي إذا لم يكن يعمد إلى التعامل مع ما يجري من جرائم ب «العين المغمضة» فلابد من الأخذ بالاتهامات التي لم تستعبد أن يكون متواطئا، بشكل أو بآخر، سيما وهو يعمد إلى التعامل مع الأمور بشتى الطرق الملتوية التي لا يمكن تفسيرها إلا بشكل من التواطؤات المكشوفة، تماما كما هو حال مسؤول غابوي بالقباب، ويؤكد المتتبعون بإقليم خنيفرة مدى ارتفاع ظواهر نهب الثروة الغابوية بشكل هستيري على متن الشاحنات والدواب لغرض تسويقها داخل التراب المحلي أو تهريبها خارج الإقليم، وكل موقوف لا تتماشى الأحكام الزجرية والعقوبات الواجب التعامل بها على خلفية ظهير 10 أكتوبر 1917 الذي لم يتم تحيينه من أجل اعتبار المخالفات جنايات وليس مجرد أحداث عادية، وقد بات مألوفا أن تتناسل المخالفات بمختلف غابات الإقليم وبالأحرى عندما يتعلق الأمر بجرائم تفوق المخالفات. لعل لجنة لتقصي الحقائق في كوارث النهب والاستنزاف التي تتعرض له غابات آيت حنيني بإقليم خنيفرة لم تكن تتوقع أن تقف بنفسها، خلال الأسابيع القليلة الماضية، على حقيقة ما يؤكد صدق الاحتجاجات السكانية عندما اكتشفت أثار 200 شجرة طالها الاجثتات على يد مافيا شجر الأرز بأجزاء بسيطة تقع فقط بين المواقع المسماة أقبانبوقبو، أحمار إيدخشي، بومزوغ، وتاحفورت تازغارت، ثم بموقع بوتسمومت الذي اكتشفت به وحده أثار 105 شجرة، بينما أشارت مصادر حقوقية ضمن بيان لها إلى وجود أزيد من 150 شجرة تعرضت هي الأخرى للتهريب بمناطق متفرقة مثل ميفسي، تاحفورت تازكاغت، بويكودار، بومقسو، أقا نسيدي بلقاسم، ودمرنبوهو، وهذه المناطق لازالت في انتظار حلول لجنة تحقيق بها، وإثر اكتشاف هذه الفضائح تبقى الإشارة إلى المسؤول التقني الغابوي بمركز إيدكل الذي قاد به ارتباكه إلى إعداد محاضر مخالفات وهمية وعشوائية في حق عدد من المواطنين، كما سجل عن رئيس سرية مقاطعة مولاي يعقوب رفضه الاستجابة لشهود عيان طلبوا منه التدخل لإيقاف عصابة ضبطت وهي تنهب أشجارا على مقربة منه بمنطقة بوتسمومت.