تحظى نشرات الأخبار في جل قنوات العالم بمكانة عالية في هرم البرامج التلفزية. فهي المكون الأساسي لبرامجها وتحتل أفضل أوقات بثها. وهو الشىء الذي جعل القناة الثانية، تطلق منذ بداية شهر رمضان «هنداما» و«مدونة قيم» جديدين لنشراتها الإخبارية، حيث ارتدت معه لباسا أضفى عليها طابعا خاصا. فخلال هذا الشهر العظيم، لاحظنا أن النشرات الإخبارية ارتدت لباسا جديدا أضفى عليها طابعا خاصا باعتمادها مؤثرات صوتية وبصرية متطورة، وديكورا وجنيريكا جديدين. وبالموازاة مع هذا الشكل الجمالي، يبدو واضحا من خلال المتابعة، ان بلاطو نشرات الأخبار أصبح يعتمد على قيم «مدونة»، جديدة تتحكم في شكل النشرات الأخبارية وقيم مقاطعها، التي تحتم على مخرجها، رغم رغبته في إضفاء مسحة إبداعية وبصمة مضيئة ومعبرة عليها، أن يبقى مقيدا بها. فالبرغم من استثمار المسؤولين عن نشرات الأخبار في القناة الثانية جهودهم ومالهم في وضع شكل للنشرة الاخبارية واختيار «هندام» و«مدونة قيم» جديدين لها فإنهم لم يبذلوا نفس الجهد على صعيد المحتوى. والواضح، انه بالرغم من هذا التطور من الناحية الجمالية، الذي جعل القناة الثانية تضاهي قنوات عربية وغربية، فالمتتبع لمسار النشرات الإخبارية العربية أوالفرنسية في الشهور الاخيرة، يسجل التشابه شبه التام في ما بينها، إذ ان معظم النشرات الاخبارية والروبورتاجات هي عبارة عن نشرات وروبورتاجات مكرورة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه منذ انطلاق الشكل الجديد الذي تقدم به نشرات الأخبار في القناة الثانية، لم يتمكن المشاهد المغربي خاصة «الفرنكوفوني»، الذي يفضل متابعة تفاصيل الأحداث الوطنية والجهوية والاقليمية والدولية، من ضبط ساعته على توقيت نشرات الأخبار الفرنسية. إن نشرات الأخبارالفرنسية التي تروم إعمال مبدأ القرب من خلال تقديمها لتقارير إخبارية تعطي الأولوية للأحداث ذات الطابع الاجتماعي لم تتمكن قط منذ انطلاق عملها بالتوقيت الجديد خلال هذا الشهر الفضيل من البث في وقتها المحدد أي التاسعة إلا الربع ليلا. المؤمل أنه إلى جانب ايلاء القناة الثانية الأولوية والاهتمام بمظهرها ، سواء تعلق الأمر بهويتها البصرية ككل أو الهندمة و«مدونة قيم»، فالقناة مدعوة أكثر لإيلاء مزيد من الحرص لاحترام توقيت بث نشرة أخبارها الفرنسية على الخصوص لتساير اهتمامها بالمظهر، وأيضا بالمحتوى الذي يحتاج الى أكثر من وقفة.