معاناة ساكنة العالم القروي جد كثيرة و قاسية ساهمت في الهجرة الكلية بعد الجزئية من ذاك انعدام الشغل و الخصاص في التغطية الصحية و الماء والتمدرس... لكن ما لا يتصوره من لم يقم بزيارات ميدانية لهذه المنطقة و تلك هو معاناة بعض المناطق مع الحصول على البطاقة الوطنية بداية هذه السنة أخبر سكان جماعة النحيت بأن الطاقم الخاص بانجاز البطاقة الوطنية لمن لا يتوفرون عليها سيصل إلى مقر الجماعة و أخبروهم باليوم والساعة. وصل الكل إلى مقر الجماعة في الوقت المحدد و حضر الطاقم و ممثل السلطة و بعض المنتخبين، لكن المفاجأة أن الطاقم حمل معه ملفات كثيرة من جماعة والقاضي لم يتمكنوا من انجازها هناك وما أن أنجزوها في مقر جماعة النحيت حتى انصرفوا تاركين العشرات من ساكنة هذه الجماعة الوافدين على بعد عشر كيلوا مترات فأكثر و الذين تم استدعاؤهم يعودون أدراج الرياح دون انجاز ولو بطاقة واحدة وثم هذا بحضور ممثل السلطة وبعض المنتخبين من المجلس السابق. ولنا أن نتساءل عن من يتحمل المسؤولية في هذا النوع من التلاعب و احتقار كرامة المواطن مع عدم الاعتذار لهم ولا بواعدهم بالرجوع. شيء آخر تجب الإشارة إليه هو أن واجب البطاقة لكل شخص سبعون درهم إلى مائة درهم و واجب الصور عين المكان خمسون درهما مع العلم أن هناك من لديه أربعة إلى ستة أفراد فأكثر الأغلبية لا يتوفرون على أية إمكانيات و كان المفروض مراعاة لمعاناة ساكنة العالم القروي إعفاؤهم من الرسوم الخاصة بالوثائق الإدارية أو العمل على تخفيضها على الأقل. وعلى المسؤولين على إعداد البطاقة الوطنية بإقليم تارودانت و أن يتذكروا أن ساكنة جماعة النحيت تركوهم دون انجاز بطائقهم كما سبقت الإشارة إلى ذلك ويفرض الواجب إرسال لجنة للبحث قصد تحديد المسؤوليات بعدها اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد من يتلاعب بالمسؤولية و بكرامة المواطن...