إذا كان شاطئ السعيدية وهو مضرب مثل في طوله ورماله التي لم تمسسها يد بشر نهبا حسب علمنا كما يحدث ذلك في بعض شواطئ بلادما، إلا أن التطاولات التي يمكن ذكرها والتي تطالها يد المصطاف نفسه من تلويت للمجال الجمالي لها، وحيث كانت الكاميرا مشتعلة استحقت الألوية الزرقاء ، ولأن الكاميرا شاعلة فهي تستحقه، رغم النداءات ، ورغم الكتابات، ورغم الاستنجاد بالسيد بونضيف في كل سنة لتتكرر في السنة المقبلة لعل الله يعفو، فالمصطاف أمام لفافات وأعقاب سجائر مدفونة في كل مكان، ولأن الكاميرا في لاكانكيت(guinguette) والتنيس، وسان سجيت فالكاميرا تبقى مشعولة ، لنجد خلف الكاميرا ما نجد فقُمامات سان جيت، هي أول مستقبل وآخر مودع، وميكا بالشواطئ مدفونة وعارية تتنقل، وأعمدة الحلويات وقشور الزريعة توخز دبر كل جالس، والخيول التي هي مظهر من مظاهر السياحة ببلادنا، تستغل في الشاطئ طوال النهار، وبعد أن تصاب بالعياء والكلل تقصد ضالتها وهي شيء طبيعي عند كل كائن، لتسترخي وتضع أكواما من الروث، تعبق المكان رائحة وعطرا خاصا، ينتقل القلب من مكانه كما يقال، وتزكم الأنوف، زيادة على عبق رائحة الشيشة التي تشرب هنا وهناك دون حسيب ولا رقيب، ومجالسها كثر صحبة كأس شاي وطنين النحل يُتهرب من لسعاته، وغياب كلي لشرطة السواحل، أمّا المساحات المخصصة للمصطافين فإنه يتم الاستيلاء عليها مبكرا من طرف مكري المظلات والكراسي، ولم يعد على السيد بونضيف إلا أن يترك مساحاته هربا نجاة بجلدته. إن إرساء بنية سياحية وبشكل مستدام تقتضي العمل والتفكير على الأقل بالتطورات الحاصلة في المجال السياحي كسلوك جماعي بغية تطوير المفهوم وتنمية البلدة بصفة خاصة والمغرب بصفة عامّة، والتي تقتضي منّا جميعا إعادة النظر فيما نحن فيه وعليه، إحساسا بالمسؤولية الجماعية المنوطة.