يشكل نهر ملوية أهم موارد المياه السطحية في الجهة الشرقية بروافده,واد زا بالضفة اليمنى وواد ملولو و مسون في الضفة اليسرى.بالإضافة إلى منابع مضيق ملوية بسافلة سد مشرع حمادي,وواد اسلي وأخيرا واد كير و روافده في الجنوب.ويبلغ المتوسط السنوي بهذه المجاري مجتمعة ما يفوق 1176 مليون متر مكعب من المياه يشكل نهر ملوية أزبد من نصفها بمتوسط سنوي يفوق 680 مليون متر مكعب يليه نهر ملولو ب 300 مليون متر مكعب وواد زا ب 110 مليون متر مكعب ثم واد كير عند محطة تازوكارت ب 45 مليون متر مكعب وواد مسون عند محطة ساكا ب 35 مليون متر مكعب ثم واد اسلي عند محطة كنفودة ل 6 مليون متر مكعب.لكن على رغم هذه الوفرة النوعية فان جودة المياه سواء السطحية منها أو الجوفية تبقى دون المستوى المطلوب نتيجة عوامل التلوث. وأهم الطبقات الجوفية الموجودة في إقليمالناظور هي كرت-كارب- بوعرك-كوروكو-ثلاثاء أزلاف وكرواعو,إلا أنه بالنسبة لطبقات كرت- كارب-بوعرك فهي تحتوي على موارد مائية مهمة,لكن استغلالها يتعثر بسبب جودة المياه,إذ تعرف ملوحة تتراوح ما بين 4 إلى 16 غرام في اللتر خصوصا في منطقة كارب-بوعرك. أما على صعيد الجهة الشرقية فان 110 مليون متر مكعب من المياه المستعملة ترمى يوميا منها 80 في المائة من المياه المستعملة ترمى في الوسط البيئي بمدن وجدة و الناظور وبركان,ينضاف إليها التلوث الناتج عن الأنشطة الفلاحية عند استعمال الأسمدة و المبيدات على مساحة تقدر ب 100 ألف هكتار من الأراضي المسقية وهو ما يعتبر مصدر تلوث هام للمياه الجوفية خاصة بمادة النيترات.ويعرف المجال البيئي في الجهة الشرقية عموما عدة تأثيرات ناتجة عن تعاقب سنوات الجفاف وتسارع عمليات الاجتثاث والرعي الجائر والحرث في مناطق غير ملائمة وكل هذه العوامل تأدي الى تدهور الأنظمة البيئية وتشهد الجهة الشرقية تهديدا حقيقيا بالتصحر نظرا لتراجع الغطاء النباتي في السنين الأخيرة نتيجة إتلاف آلاف الهكتارات سنويا دون إعادة تشجير ما أتلف. وتكفي الإشارة إلى أن المساحة المجتثة داخل المجال الغابوي بالجهة الشرقية بلغت في العقدين الأخيرين ما يفوق 730 هكتار في حين كان نصيب المساحات المحروقة في الفترة الممتدة بين 1975 و 1989 ما يفوق 6752 هكتار . ويتضح من خلال الأرقام أنه رغم عمليات الشجير فإن ذلك يبقى غير قادر على تعويض ما تم إتلافه . وهو ما يعكسه عدد المخالفات المسجلة والجنح المرتكبة في الغابات والتي بلغت ما يفوق 6 آلاف مخالفة 89/78. تنظاف إليها قلة وسائل المراقبة وهو ما يعاني من هذين السببين حوالي 400 وحدة تسيير غابوية. وبالنسبة لوضعية التربة بالجهة الشرقية فان تأثير القحولة و ضعف الغطاء النباتي يجعلان هذه التربة غير ذات جودة إلا في بعض الأماكن والمناطق المحدودة,إذ تتعرض في الأماكن الصالحة للزراعة لاستغلال متواصل في حين يتم توسيع المساحات المزروعة على حساب الهوامش الضعيفة التربات نظرا للنمو الديمغرافي لدى سكان العالم القروي خاصة في المناطق الجبلية الأكثر عرضة للتعرية لشدة انحدارها وغياب غطاء نباتي.وبحسب أرقام رسمية فان الجهة الشرقية بحاجة إلى إعادة تشجير أزيد من نصف مليون هكتار من أراضيها وإنجاز المنشآت الضرورية لحماية التربة من عوامل التعرية.كما أن مساحات شاسعة من الأراضي المسقية في الجهة أصبحت تربتها عرضة لظاهرة التملح بسبب الإفراط في السقي أو بسبب ملوحة المياه المستعملة في السقي. ويتعرض الساحل المتوسطي في الجهة الشرقية لعدة أشكال من التدهور البيئي,ويعتبر شاطئ السعيدية خزانا هاما من الرمال الدقيقة السهلة التحريك وهو الأمر الذي يجعل الشاطئ عرضة للتعرية الريحية و البحرية.لكن أهم العوامل التي تأثر في هذا الشاطئ هو الاستغلال غير العقلاني الذي يتعرض له,كما أن شاطئ رأس الماء يشهد بدوره عمليات تعرية تزيح الرمال من الساحل حيث أصبح حاليا يضيق بفعل تتالي السنين مهددا بذلك النشاط السياحي بالمنطقة ككل. أما على مستوى مصب نهر ملوية فان الأخير شهد خلال السنين الأخيرة تحولا في مجراه وهو ما ينبأ بتأثيرات كبيرة على توازن الشاطئ في المنطقة برمتها خاصة على ميناء الصيد برأس الماء حيث لوحظت عمليات ترمل هذا الأخير عند مدخله بفعل انتقال الرمال في اتجاه غربي شمالي غربي.وهو ما يمكن أن ينعكس سلبا كذلك على صهاريج تربية الأسماك التي تستعمل مياه البحر. وتعرف سبخة بوعرك وهي منطقة يفصلها لسان أرضي عن البحر تدهورا في الفترة الأخيررة نتيجة انسداد كلي يحول دون تغذيها بماء البحر,وهو ما حتم القيام بفتحة جديدة لتأمين هذه التغذية لممارسة تربية القرشيات لكن هذا النشاط رغم ذلك يبقى مهددا بسبب التلوث الذي تشهده السبخة نتيجة المياه المستعملة التي ترمى فيها انطلاقا من الحواضر المحيطة بها.