بالرغم من أن قرية تمرووت التابعة لجماعة سبت تافروتان باقليم تارودانت تتوفر على مؤهلات طبيعية متنوعة بإمكانها أن تساهم في السياحة الجبلية لو تم استغلالها بشكل عقلاني، وبالرغم من أنها من أقدم القرى بالمنطقة، إلا أن ملامحها لم تتغير وبقيت عرضة للاقصاء والتهميش الواضحين. فالسكان يعيشون في عزلة وتهميش دائمين، حيث انعدام البنيات التحتية والتجهيزات الضرورية للحياة، خصوصا إذا علمنا أن ساكنة هذه المنطقة الجبلية مازالت تعتمد على وسائل بدائية تقليدية للانارة كالشموع وقنينات الغاز. أما المسالك الطرقية، فهي الأخرى في حاجة إلى إصلاح، الشيء الذي يجعل مهمة ولوج سائقي السيارات الخاصة مستحيلا، وهو ما يفسر أيضا بأن منطقة تمرووت تعيش عزلة عن العالم الخارجي . أما بخصوص القطاع الصحي، فالوضع كارثي، حيث لا تتوفر هذه المنطقة على أي مستوصف أو قاعة للعلاج، فالمريض عليه التنقل إلى مدينة تارودانت التي تبعد بحوالي 60 كلم. هذه المشاهد كلها حكايات مقتضبة ومختصرة عن المعاناة اليومية التي يتحملها سكان أعالي الجبال باقليم تارودانت، الذين يطالبون الجهات المسؤولة على المستوى المحلي والوطني بالتحرك من أجل فك العزلة المضروبة عليهم، وتمكينهم من وسائل العيش الكريمة .