يواصل المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، أشغاله بمدينة بيت لحم على مقربة من كنيسة المهد، مسقط رأس السيد المسيح عليه السلام. وهكذا انتخب المؤتمر رئاسة لتسيير أشغاله مكونة من ثلاثة أعضاء، كما أقر بتوزيع المؤتمرين على عدة لجن فرعية مختصة بقضايا معينة، وصل عددها إلى 18 لجنة ستعرض أشغالها وتوصياتها على الجلسة العامة للمؤتمر قصد المصادقة، كما يتجه المؤتمر صوب الاتفاق على تخصيص 20 مقعدا شاغرا للمجلس الثوري للأسرى على اعتبار أن غالبيتهم في السجون الاسرائيلية ينتمون إلى حركة فتح (حوالي 65%)، فيما تتولى المنظمات الاخرى الباقي على أن تترك حرية اختيارهم للأسرى أنفسهم. وقد اتخذ هذا القرار على أساس أن الاسرى كما يرى البعض ليسوا مجرد رقم خلف أسوار سجون العدو، بل هم مناضلون أبطال، ضمنهم عناصر قيادية من مستوى عال أمثال مروان البرغوثي. وفي سياق آخر طالب الرئيس أبو مازن المؤتمرين بألا يتقيدوا بالوقت على الرغم من أهميته، وأن المهم هو إنجاز مهامهم بمستوى الآمال المعلقة على المؤتمر من طرف الشعب الفلسطيني. وأثار عدد من المتدخلين مشكل النهوض بالاعلام الفتحاوي ولاحظوا أنه تخلف كثيرا عما كان عليه في السابق، خاصة في الظرفية التي أصبح يحتل فيها الاعلام دورا مركزيا بالنظر للتطور التكنولوجي الجارف في هذا الميدان. كما أثيرت مشكلة اغتيال الشهيد ياسر عرفات، وستشكل لجنة تقصي ومتابعة لهذا الغرض تسند رئاستها الى ناصر القدوة ابن اخت الشهيد وممثل منظمة التحرير الفلسطينية بهيئة الأممالمتحدة سابقا. ويبقى الامل معلقا على تسليم فرنسا للملف الطبي. أما بخصوص مؤتمري قطاع غزة، فتعقد اللجنة المركزية اجتماعا خاصا لها ، تحاول من خلاله بلورة موقف موحد يقدم للمؤتمر قصد المصادقة عليه وإقراره. وقال نبيل عمرو المتحدث الرسمي باسم المؤتمر: «ان كل موقف سيتم بالتراضي مع مؤتمري قطاع غزة الذين يتابعون بكل دقة مجريات المؤتمر سواء في جوانبها التنظيمية أوالسياسية». هذا وتواصلت تدخلات المؤتمرين القادمين من بلاد الغربة أو ما يعرف بمراكز الشتات، وكان بعضها قاسيا جدا وشديد اللهجة خاصة في ما يتعلق بما حدث في قطاع غزة اثناء الانتخاب وأثناء الاحداث. وبهذا الخصوص تدخل من جديد الرئيس أبو مازن مرحبا بجميع المتدخلين، يناشدهم بأن يحاسبوا بكل حرية. لكن من غير ان يصفّوا الحساب على حد تعبيره. ويبدو أن الخاسر الاكبر في هذا المؤتمر هو محمد دحلان ومن في محيطه. ويعتبر البعض إن عدم حضوره قد خفف من حدة التوتر الذي كان سيحدث. وعلى العموم يرى المتتبعون، وهم كثر، أن المؤتمر قد وضع على السكة واتجه صوب النجاح.