انتخب المؤتمر السادس لحركة فتح بإجماع أعضائه، بمن فيهم مؤتمري قطاع غزة الذين منعتهم حماس من الحضور، انتخب أبو مازن أمينا عاما للحركة وبدون أي اعتراض أو تحفظ من أحد. وبذلك يكون المؤتمر قد أرغمه على تحمل المسؤولية ضدا على رغبته في التنحي، كما جاء ذلك من قبل. وعلى الرغم من ضغط الوقت وتراكم الاشغال، فقد قررت رئاسة المؤتمر إلغاء الجلسة الصباحية ليوم الجمعة (بعد التشاور وبموافقة المؤتمرين) فاتحة المجال للمؤتمرين القادمين من خارج الوطن والذين جلهم يزور فلسطين لأول مرة أو بعد غياب جد طويل عنها، ليتسنى لهم أداء صلاة الجمعة بالمسجد الاقصى المبارك، في حين أدى الرئيس محمود عباس صلاة الجمعة في مسجد الرباط بمدينة بيت لحم. ويتجه النقاش الى توسيع اللجنة المركزية بإضافة مقعدين، ليرتفع عدد أعضائها من 21 عضوا الى 23. وتسهيلا لحل مشكل مؤتمري قطاع غزة، تبلور مقترح في اجتماع اللجنة المركزية برئاسة أبو مازن، يتم بمقتضاه انتخاب 18 بشرط أن يتم اختيار 3 أعضاء على الاقل من قطاع غزة ضمنهم ويبقى 4 أعضاء سيتم تعيينهم (كما ينص على ذلك القانون الداخلي) من طرف الرئيس لسد الطوارئ لبعض العناصر أو للمرأة أو لتمثيلية الطائفة المسيحية في حالة إذا لم يتم انتخابهم من قبل المؤتمر العام. دحلان يدافع عن نفسه: فاجأ محمد دحلان الجميع بعودته وكذا بإقدامه على ترشيح نفسه قبيل إنهاء فترة الترشيح ببضع دقائق. كما تناول الكلمة مدافعا عن نفسه ومحملا المسؤولية لما وقع في قطاع غزة، حتى سيطرت عليها حماس، للأداء السياسي المتبع. كما انتقد لجنة التحقيق التي شكلت للبحث في هذا الاطار، وقال بأنها حاسبت الضعفاء، ولم تحاسب الاقوياء. وذكر أنه في إبان المواجهة مع حماس لم يكن موجودا في قطاع غزة، بل كان في ألمانيا قصد العلاج، مضيفا انه تحمل ما لم تستطع حمله الجبال. وعلم من رئاسة المؤتمر ان عدد المترشحين لعضوية اللجنة المركزية بلغ 104 مترشحين، 96 منهم من داخل المؤتمر و8 من مؤتمري قطاع غزة. وبخصوص أعضاء المجلس الثوري فقد ترشح لهذا المنصب 650 مؤتمرا، منهم 523 من داخل المؤتمر و127 من مؤتمري قطاع غزة. وبلغ العدد النهائي لأعضاء المؤتمر السادس 2325 مؤتمرا، وأضيف لهم 25 عضوا من مبعدي كنيسة المهد ليصبح العدد الإجمالي 2350 مؤتمرا. هذا ويتوقع أن ترتفع نسبة التجديد في القيادة المرتقبة الى ما يفوق النصف، خاصة بعد شغور منصبي فاروق القدومي (أبو اللطف) الذي رفض الحضور، وغياب هاني الحسن بسبب المرض الذي يعاني منه. ويبدو أن سهم مروان البرغوثي المعتقل من طرف إسرائيل والمحكوم عليه بمئات السنين هو الأوفر حظا والأقوى شعبية، متبوعا باللواء جبريل الرجوب، وكذا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، وإن كان المؤمل لدى العديد من المؤتمرين هو المزاوجة بين خبرة القدماء وفورة الشباب واندفاعه. ومن جهتها وصفت المحامية فدوى البرغوثي زوجة القائد الأسير مروان البرغوثي مؤتمر فتح ب«الإنجاز التاريخي» على الرغم مما يعتور ه من ارتباك. وقالت أمام الصحافيين وكان نجلها (قسام) بجانبها:« إنها تتطلع الى أن يخرج المؤتمر بقيادة في مستوى نضال حركة فتح وتاريخها، وببرنامج وطني نضالي يكون رافعة لنضال شعبها الفلسطيني». وأضافت: «لقد سررت لكون الكلمة الرسالة التي وجهها مروان الى المؤتمر اعتمدت كوثيقة من وثائقه». ووصفت معنويات زوجها بأنها جد عالية وهو يدخل سنته الثامنة في سجون الاحتلال، وأن الزائرين له يستمدون المعنويات منه بدل أن يكون العكس. عجيب أمر هؤلاء الفلسطينيين: على الرغم من الجو الصاخب والعاصف أحيانا الذي يتخلل جلسات المؤتمر وانشغالات المؤتمرين بفحوى البيان السياسي العام الذي سيصدر عن المؤتمر، وأجواء الدعاية الانتخابية للمرشحين لمراكز القرار، بالرغم من كل ذلك فإنهم يتابعون عن كثب أدق تفاصيل ما يحاك ضد قضيتهم المركزية، خاصة المحاولات الجارية حاليا من طرف اللوبي الصهيوني الامريكي، والرامية الى فرض مشروع قرار بمجلس النواب الامريكي، يقضي بتنفيذ بنود قانون «سفارة القدس» لعام 1995، والقاضي بنقل مقر السفارة الامريكية الى القدس واعتبارها موحدة، عاصمة أبدية لدولة إسرائيل. ويرمي المشروع الى الضغط على إدارة الرئيس باراك أوباما التي وجهت انتقادات مؤخرا لإسرائيل بسبب طردها لعائلتين فلسطينيتين من القدسالشرقية وبسبب مواصلتها سياسة الاستيطان في الضفة الغربية. وأخيرا ، مساء الأحد، انطلقت عملية الفرز، وبالنظر الى كثرة المرشحين وما يستغرقه ذلك من الوقت، فلربما سينهي المؤتمر أشغاله مساء يوم الثلاثاء وذلك بالاعلان عن قيادة حركة فتح، من لجنة مركزية ومجلس ثوري وبيان عام.