أليس اللباس واحدا من مظاهر ثقافة وحضارة الشعوب؟ أليس تطوره من صميم تطور مجتمع من المجتمعات؟ أليس التعاطي معه يعكس مدى تقدم شعب من الشعوب؟ لا أحد يجادل إذا قلنا إن عرض الأزياء وصناعتها تمثل إحدى تجليات التمدن. ولاشك أن الاحتفاء بالقفطان المغربي وتطويره وتخصص المصممين المغاربة فيه وتقديمه للجمهور الوطني والعالمي لخطوة محمودة وتوجه سليم، لأن هذه التجربة تحتفي بلباس مغربي عريق وتساهم في تطويره، لكن هل القفطان المغربي هو اللباس الوحيد الذي يجب أن تنظم له عروض الأزياء أم جميع الأزياء؟ إن القفطان المغربي ليس اللباس الوحيد الذي يستعمله المغاربة، بل يعتبر فقط لباسا مناسباتيا... وبالتالي ليس هو الوحيد الذي يجب أن ننظم له عروض الأزياء! وإذا كنا نطمح إلى تطوير جميع الألبسة وخصوصا تلك المستعملة بشكل أوسع حتى تكون لنا صناعة ألبسة ناجحة تحسب لنا وحتى يصبح المغاربة مصدرين اللألبسة والماركات وليسوا مستورديها! وتصوير هذا الجانب (اللباس) سيساهم في البحث عن الحلول للمشاكل التي يتخبط فيها المغاربة مع بعض ألبستهم وأخص بالذكر لباس البحر «النبوي» المغربي... فحسب ملاحظتنا المتكررة لتفاعل مغاربتنا، وخصوصا النساء، مع البحر، نحس بمعاناة حقيقية تحضر فيها جميع الطابوهات والعوائق الثقافية والاجتماعية التي تنخر مجتمعنا، وخصوصا أثناء عزمهن معانقة مياه البحر والبحث عن اللباس الذي سيستعملنه! فإذا كانت الألبسة المستعملة في الحفلات لاتشكل عقدة أو حيرة لنسائنا، فإن لباس البحر يشكل بحق «تلفة» لهن! فمنهن من تلبس الجلباب والخمار، ومنهن من تلبس ملابس النوم، أو السروال والقميص أو... إلا القلة القليلة التي تستعمل اللباس البحري المكون من قطعتين (حمالة الصدر والمايوه). ولاشك أن لهذه الفئة المتحررة قدرة ذهنية جعلتها تستطيع مقاومة كل الطابوهات والعوائق التي تؤطر عالم النساء، وهي، بالطبع، فئة آخذة في التقلص. لذا نتساءل: لماذا مصممات أزيائنا المغربيات لايلتفتن لهذا الزي لوضع تصميم «وسط» يسمح للنساء المغربيات بالاستمتاع بماء البحر بلباس مقبول دون أن يكون لباس نوم ولا خمارا ونقابا وجلبابا وإنما لباسا جميلا! لاشك أن ذكاء مصمماتنا لن يبخل على بنات جنسهن بالحل حتى يصبح الاستمتاع بماء البحر مباحا للنساء والرجال!