تواجه «الأوبزرفر» أعرق الصحف الاسبوعية في بريطانيا معضلة التوقف عن النشر الورقي بعد 218 عاماً من الاصدار، اثر تصاعد الأزمة الأقتصادية والمنافسة الشديدة مع الاعلام الالكتروني. وذكرت التقارير المقربة من منظمة «سكوت تروست» التي تمول صحيفة الغارديان وشقيقتها الاوبزرفر، ان النقاشات متواصلة حول توقف طبع الاوبزرفر بعد الخسائر التي منيت بها خلال السنوات الماضية. وتعتبر صحيفة «الأوبزرفر» أقدم صحيفة أسبوعية صدرت في بريطانيا، وهي تصدر كل يوم أحد، وتميل إلى الخط الديمقراطي الليبرالي، ولها الاتجاهات السياسية نفسها التي لدى شقيقتها «الغارديان» وقد صدر العدد الأول منها في الرابع من دجنبر عام 1791. واشترت منظمة «سكوت تروست» صحيفة «الأوبزرفر» عام 1993 لتنظم الى الغارديان التي تمولها المنظمة الخيرية نفسها. وذكرت صحيفة «الغارديان» في تقرير لها الأحد ان ادارة منظمة «سكوت تروست» ناقشت فكرة التوقف عن الاصدار الورقي منذ السابع من شهر يوليوز، واستبدالها بمجلة إخبارية تصدر كل يوم خميس. وبعد عدم توافق الاراء بين مجلس إدارة المنظمة تقرر ان يبقى موضوع النقاش مفتوحاً الى أجل آخر. ويؤمل ان يصدر القرار النهائي في شهرسبتمبر. ورفضت رئيسة المنظمة الممولة للصحيفة ليز فورجان التعليق على خبر إغلاقها، فيما تتصاعد الاشاعات بين أروقة الصحيفة منذ أسابيع حول إغلاقها أو تحويلها الى مجلة أسبوعية. ويضع إغلاق صحيفة «الأوبزرفر» تاريخاً على رفوف الارشيف بعد 218 عاما من الاصدار، وصلت فيها كميات التوزيع الى 1.3 مليون نسخة في أوج تفوقها عام 1979، فيما توزع حاليا 400 ألف نسخة في الاسبوع. وبالرغم من أن منظمة «سكوت تروست» لاتنشر أرقام الخسائر التي تكبدتها الصحيفة، إلا ان المراقبين يتوقعون أنها خسرت 10- 20 مليون جنيهة أسترليني في السنوات الاخيرة، وأنها لم تحقق أي أرباح منذ أن اشترتها صحيفة الغارديان عام 1993. وكان بول وبستر نائب رئيس تحرير «الأوبزرفر» قد ذكرت في حوار معه ان الصحف تواجه مستقبلا صعبا جدا، ومن الواضح أنها تعاني بسبب الركود، ولكن على المدى الأطول فإنها تعاني كلما زاد عدد الناس الذين يحصلون على الأخبار من الإنترنت. وأضاف بول وبستر «يشتري الناس الصحف بأعداد أقل، ومن ثم فإن هناك أزمة صحف على المدى البعيد، فلن يشترى أصحاب الإعلانات مساحات داخل الصحف بمعدلات كبيرة إذا ما اختفى قراؤها». وأكد بقوله «أن الصحف الجيدة، مثل الصحف التي لديها استعداد كي تكيّف نفسها، ستكون قادرة على البقاء، فما زال الناس في حاجة إلى الصحف وما زال الناس يستمتعون بقراءتها، ولذا فإن الصحف التي تحصل على تمويل ودعم جيد سوف تبقى على المدى القصير والمتوسط». وأغلقت ستين صحيفة محلية في بريطانيا خلال الاثني عشر شهرا الماضية، حيث تواجه صناعة الإعلام في العالم تحديات التنافس مع النشر الألكتروني وتوفير المادة الاعلامية على الانترنت، الأمر الذي عزف فيه القراء على شراء الصحيفة الورقية، وضعفت مردودات الاعلان. وركزت الصحف على مواقعها الالكترونية وطورتها بطريقة تجتذب اليها المستخدمين والمعلنين في آن واحد. وباتت المواقع الألكترونية للصحف في تنافس على نشر التقارير والاخبار قبل نشرها في الطبعة الورقية في اليوم التالي. وقال كريس إليوت مدير التحرير في صحيفة الغارديان «إن نجاح الموقع الالكتروني للصحيفة، كان نتيجة قيام الفريق التحريري بكامله بالعمل لصالح الموقع، وحتى في الأخبار الخاصة فإن الموقع له الأولوية في النشر، وهذه مسألة لم تكن سهلة التقبل في البداية ولكن التفاعل مع الجمهور من خلال الموقع شجع الكثير على الاهتمام بهذا الجانب».