عرف سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء حركة غريبة نهاية الأسبوع الماضي بعد أن عمد بعض الاشخاص إلى تحويل مرحاضين إلى مقهيين بعدما كانوا منعوا وسط الاسبوع من القيام بنفس العمل، وتحولت عشرات المراحيض إلى مقاه نبتت كالفطر بسوق الجملة. وحسب بعض المصادر المطلعة، فإن كل عملية تدر على جهات نافذة من مختلف المستويات ما يناهز 70 مليون سنتيم عن كل مقهى في وقت تجاوز عددها 60 مقهى. بالاضافة إلى ذلك تحولت العديد من المحلات (...) إلى فنادق تأوي جميع أنواع العابرين بالسوق مقابل 20 درهما لكل شخص ويبيت في كل محل ما يناهز المائة فرد في ظروف مأساوية . ومن أخطر الذين استقروا بهذه الفنادق الغريبة سفاح تارودانت ومغتصب وقاتل إحدى الفتيات بحي للامريم الذي استحم بالسوق وبحث عن مكان للنوم، بل انه سبق لمصالح الامن ان اعتقلت أحد المطلوبين في قضية لهاعلاقة بالارهاب. وعلى مستوى آخر مازالت قضايا ثقيلة موضوعة أمام أنظار القضاء بالدار البيضاء حول قضايا فساد مالي واداري بالسوق انطلقت شرارتها منذ 1986 وسبق أن اعتقل عدد من الاشخاص منهم مدير سابق وعدد من الموظفين دون ان يسفر ذلك وضع حد لنهب مال هذه المؤسسة المهمة في الاقتصاد البيضاوي. وقد قدم التاجر مراد الكرطومي شكاية معززة بعشرات الوثائق تتهم أشخاصا بتبذير مالية السوق، فإن اجمالي ما تم تبذيره يتجاوز 900 مليار، مشددا على أن السوق تتجاوز مداخيله الحقيقية 70 مليار سنويا حيث ان الواقع شيء آخر إذ لا تتعدى المداخيل الرسمية عشرة مليارات في أحسن الأحوال. وأوضح «الكرطومي» أن جهات من المنتخبين ومن رجال السلطة وراء العبث بالمال العام، مؤكدا أنه بات معروفا لدى الرأي العام المحلي، كل الاطراف سواء الذين مروا من المسؤولية أو ممن مازالوا يمارسون. وبعيدا عن الممارسات التي يعرفها السوق من تجاوزات واختلالات مالية، فإن البوابة السحرية لهذا السوق والتي تطل على البناية الفرعونية لمقر عمالة مولاي رشيد سيدي عثمان، مازالت تحبل بالعديد من المفاجآت. فبعد احتراق مكتب الادارة وإتلاف عدد من الوثائق المحاسبية مطلوبة من طرف عناصر الضابطة القضائية وتعطيل الحاسوب، واختفاء عدة معطيات هامة به متعلقة بالمداخيل، وبعد أن وصل الملف أمام أنظار القضاء بعدما ظل يتدحرج في الردهات بعد إلغاء محكمة العدل الخاصة، وبعد الملفات الجديدة والتحقيقات التي تجري هل يصلح القضاء ما أفسدته الايادي الآثمة طيلة سنوات؟ وهل سيأتي على الرؤوس التي اغتنت في رمشة عين، ممن لها علاقة بالانتخابات والسلطة الترابية سواء بعمالة مولاي رشيد أو غيرها؟.