يعرف المغرب منذ العشرين من الشهر الجاري، ارتفاعا في درجة الحرارة، نتيجة موجة الحر والمعروفة بالشركي، اذ بلغت درجة الحرارة ببعض المناطق 48 درجة، هذا الارتفاع كانت له تبعات جسيمة على قطاع الدواجن، والذي سجل مجموعة من الخسائر، حيث بلغت نسبة النفوق ، حسب الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، %15 بالنسبة للدجاج الذي لم يبلغ 30 يوما، و% 25 بالنسبة للدجاج الذي فاق 30 يوما. خسائر القطاع كانت لها تأثيرات لاحقة على مستوى تزويد الأسواق باللحوم البيضاء و ارتفاع الاسعار. ففي سوق الدجاج بالجملة بالحي المحمدي بالدارالبيضاء، والذي يعتبر بمثابة «بورصة» أسواق اللحوم البيضاء بالمغرب، سجل الباعة ركودا و ضعفا في الحركية الاقتصادية للسوق، تمثلت في ضعف العرض والاقبال المحتشم للزبناء. الكثيرون يردون ذلك الى ارتفاع الاسعار، حيث ارتفع سعر الكيلو الواحد من الدجاج الابيض الرومي من 11 درهما الى 17 درهما والدجاج البلدي من 30درهما الى 50 درهما للدجاجة الواحدة! الأزمة الحالية التي يعيشها القطاع ليست الأولى من نوعها، فعادة مايعرف فصل الصيف موجات حرة تخلف خسائر كبيرة في القطاع، «غير أن بعض أصحاب ضيعات الدجاج لا يتخذون الاجراءات اللازمة لتجنب الازمة، وذلك بالرفع من كمية البيض و اللحوم، تحسبا لكل طارئ»، حسب تصريح أحد الباعة . وقد اعتبر عدد من الباعة ان «هذه الزيادات هي في صالح أصحاب الضيعات، والذين يستفيدون بالدرجة الاولى من ارتفاع الاثمان، حيث أوضح (م.ن) بائع بالجملة، أن الدجاجة الواحدة لاتكلف المزارع سوى 10 دراهم، ويتم بيعها ب 15 درهما لتاجر الجملة، قبل أن يصبح ثمنها مضاعفا في قفة المواطن». العديد من الزبناء والباعة اعتبروا ان توقيت هذه الزيادات غير جيد، باعتبار ان الموسم هو موسم الصيف، موسم الاعراس والمناسبات العائلية والتي تعرف إقبالا كبيرا على استهلاك مادة اللحوم البيضاء، كما أن القدرة الشرائية ليس بمستطاعها تحمل تكاليف جديدة، خاصة انها عانت الامرين خلال هذه السنة، التي عرفت زيادات في مجموعة من المواد الاستهلاكية، علما بأن شهر رمضان المبارك على الأبواب. وعن ظروف تواجد الدجاج داخل السوق، ومدى تأثره بموجة الحر، يقول الباعة إنه لم تتخذ أية إجراءات، ومازال العمل ساريا كما كان من قبل، بأدوات بسيطة و بدائية، حيث تفتقد أغلبية الدكاكين لوسائل حديثة للتهوية و التبريد... الباعة يسجلون يوميا نفوق حوالي 20 دجاجة. وعن تدخل الجهات المسؤولة، يسجل الباعة أنها حاضرة فقط من خلال تحصيل الرسوم الجبائية، ولم يتم ، لحد الآن ،اتخاذ اي اجراء لحماية الدجاج او للتخفيف من حدة الأزمة على الباعة. وعن مدى استمرارغلاء اسعاراللحوم البيضاء، أكد بعض الباعة، «ان الامر في علم الغيب ويتوقف كثيرا على أصحاب الضيعات» في حين يتفاءل البعض، ويرى أن الفترة الرمضانية ستشهد عودة الى الاسعارالسابقة... في انتظار ذلك يبقى البيضاوي يكتوي بنارين : نار الأسعار ونار حرارة الصيف.