كل من حضر لمتابعة أشغال الدورة العادية الاولى لشهر يوليوز لمجلس الجماعة الحضرية للدار البيضاء، والتي انطلقت بعد ساعة و45 دقيقة عن موعدها، سيخرج بانطباع واحد، هو أن جدول اعمال الدورة تم إعداده دون استحضار مستجدات الميثاق الجماعي، وكأن الرئيس ومساعديه غير ملزمين بالتقيد بمقتضيات الميثاق!! فبدءا بالنقطة رقم 3 المدرجة في جدول اعمال الدورة والمتعلقة بالدراسة والمصادقة على منح المقاطعات برسم السنة المالية 2010 ، وانطلاقا من المذكرة التقديمية الموزعة على المجلس ، والتي تشير إلى أن توزيع المنحة الاجمالية للتسيير المخصصة لمجالس المقاطعات تتم خلال اجتماع المجلس في الدورة العادية لشهر يوليوز من كل سنة والمنحة المالية تدخل في حساب المقاطعة التي تدعى حساب النفقات من المبالغ المرصودة والتي تخصص لنفقات تسيير مجلس المقاطعة باستثناء النفقات المتعلقة بالموظفين والتكاليف المالية التي تتحملها ميزانية الجماعة، وتضيف المذكرة ، أنه في انتظار التوصل بالاجراءات القانونية المتعلقة بكيفية اعتماد المبالغ المالية المرصودة لكل مقاطعة، فإن أعضاء المكتب اقترحوا اعتماد المبالغ المرصودة برسم السنة المالية 2009. إن مطالبة المجلس بالدراسة والمصادقة على هذه النقطة لايتلاءم مع منطوق المادة 112 من الميثاق الجماعي الجديد والتي تنص على أن المقاطعات تستفيد من منحة تتكون من حصتين: حصة مخصصة للتنشيط المحلي، حسب عدد السكان على أن لايقل مبلغها عن حد أدنى يحدد بقرار لوزير الداخلية، وحصة تخصص للتدبير المحلي للمجلس لتغطية المصاريف المتعلقة بتسيير التجهيزات والخدمات التي تهم المقاطعات، وهو ما دفع بالأعضاء المنتمين لحزب الاستقلال إلى الانسحاب من أشغال الدورة «احتجاجا على خرق مقتضيات المادة 112 في الميثاق الجماعي». أشغال الدورة العادية الاولى انطلقت والمجلس لم ينته بعد من استكمال عمليات انتخاب أجهزته المساعدة، وذلك بخصوص المادة 11 المتعلقة بكاتب المجلس ونائبه للقيام بمهام تحرير محاضر الجلسات وحفظها . ثم المادة 14 لانتخاب رؤساء اللجن ونوابهم... جدول أعمال الدورة تضمن خمس نقط واعضاء المجلس مطالبون بالدراسة والمصادقة ..ومعلوم ان الدراسة تتم داخل اللجن لتعقبها المصادقة في الجلسة العمومية. كيف يُطلب من المجلس القيام بهذه العملية، ثم بعدها المرور او الانتقال الى عملية تشكيل لجن المجلس وفق المادة 14 من الميثاق الجماعي الجديد ؟ وهي النقطة الثامنة والأخيرة التي وضعها الرئيس ومساعدوه بمباركة من السلطة الادارية المحلية المختصة لينهي بها المجلس أشغال دورته العادية. كل هذه الاختلالات كان بالامكان تجاوزها بعقد دورة استثنائية لاستكمال انتخاب الاجهزة المساعدة : الكاتب ونائبه ورؤساء اللجن ونوابهم، وبعد ذلك دعوة المجلس للدورة العادية لشهر يوليوز. غاب عن الدورة كل من وزير النقل والتجهيز العضو بمقاطعة سباتة ووزيرة الصحة رئيسة مقاطعة انفا!! بعض اعضاء المجلس وجدوا في الدورة الفرصة المناسبة لتهييء أنفسهم للاستحقاق القادم خلال شهر شتنبر والمتعلق بإعادة انتخاب ثلث أعضاء مجلس المستشارين عن طريق الابتسامة العريضة والإكثار من المصافحة كلما بدا عضو جديد التحق بالمجلس بعد انتخاب 12 يونيو! الجميع لاحظ الحضور المبكر للعنصر النسوي والذي كلفه انتظار ساعة و45 دقيقة لانطلاق أشغال الدورة.