تحت إيقاع المواجهة المفتوحة التي انطلقت شرارتها بالتلميحات والغمز واللمز، افتتحت أشغال الدورة العادية لشهر شتنبر لمجلس مقاطعة الفداء المنعقدة صباح الأربعاء 30 من الشهر الفارط، وذلك بمطالبة المعارضة للرئيس بعدم وضع الحلويات والمشروبات أمامها إسوة بالمواطنين الحاضرين لكي لايحس أحد بأي فرق بين الناخبين والمنتخبين، وبالمطالبة بنقط للنظام لطرح عدة مستجدات عرفتها المقاطعة منذ تشكيل المكتب إلى غاية انعقاد الدورة، وفي مقدمتها ما جرى خلال «مهرجان» رمضان الفداء، إلا أن الرئيس واجهها ملوحا بنقاط جدول الأعمال وبضرورة التقيد بها وعدم الخروج عن الموضوع. الدورة التي عرفت تقديم المندوب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية لعرض حول الوضع التعليمي بالعمالة والدخول المدرسي للموسم الحالي، قبل الانتقال إلى نقاط جدول الأعمال المتمثلة في : الدراسة والتصويت على مشروع النظام الداخلي للمجلس استكمال تكوين الهياكل المساعدة للمجلس الدراسة والتصويت على مشروع حساب النفقات من المبالغ المرصودة للمقاطعة برسم السنة المالية 2010 الدراسة والمصادقة على المخطط الجماعي للتنمية وانتخاب أعضاء اللجنة الإدارية المكلفة بمراجعة اللوائح الانتخابية وكذا تعيين أعضاء بلجنة الفصل، انتظرت خلالها المعارضة إلى حين المرور إلى النقطة الثانية من أجل التدخل من جديد لنعت مشروع النظام الداخلي بكونه «نظاما رئاسيا من 10 صفحات ب 51 مادة، وردت خلالها كلمة الرئيس 49 مرة، سعى واضعوه إلى منح رئيس المقاطعة صلاحيات واسعة في مقابل التضييق على أعضاء المجلس، وعدم إشراكه في أية مسؤولية يتحملها في حال الإخلال بأمر من الأمور عكس الأعضاء»، مطالبين باعتماد المساواة في الإيجابيات والسلبيات بين الجميع، كما طالبوه بحذف عدد من المواد المكررة بنفس المضمون. هاته النقطة خلقت جدلا واسعا، إذ احتد النقاش بين المعارضة والرئيس لمطالبته بأخذ الملاحظات على محمل الجد واعتمادها، في حين اكتفى سعيد حسبان باعتماد 5 ملاحظات، مؤكدا أن كل ما ورد في النظام الداخلي يستمد روحه من الميثاق الجماعي 17.08 المعدل الذي يمنح هاته الاختصاصات والصلاحيات الواسعة للرئيس وجاء لتقويم عدد من الاختلالات التي اعترت التجارب السابقة في التسيير. ليتكرر مسلسل الشذ والجذب بين الطرفين لم يحسم إلا برفع الجلسة لتأدية صلاة الظهر، بعد ساعة عن الأذان، وتلويح الرئيس بالمرور إلى التصويت! «الشنآن» سيتطور ويشتد من جديد عند النقطة المتعلقة بمشروع المخطط الجماعي للتنمية للمقاطعة، عقب انتقاده جملة وتفصيلا من طرف أحد المستشارين المنتمين لحزب الاستقلال، بل واستنكر كيف تمت صياغته والاتفاق على مضامينه داخل المكتب الذي يوجد من بين أعضائه مستشارون ينتمون إلى الغرفة الأولى ولهم باع طويل في التسيير، قبل أن يوجه سهام النقد المبطن إلى حزب العدالة والتنمية، الذي انتفض أحد ممثليه ليوجه بدوره سياط النقد اللاذع إلى منتقده، مرددا «راه كاع كنعرفوا نغوتوا ونفوتوا لغوات لهييه» مضيفا «باركة من لبسالة» قبل أن يوجه بدوره اتهاما مباشرا مدافعا عن نظافة مستشاري حزبه قائلا «راه حنا عارفين كيفاش دزتوا»!؟ ليتدخل الرئيس محاولا تهدئة الأعصاب والدعوة إلى الانضباط والتقيد بالضوابط الأخلاقية في النقاش واحترام الجميع وهو ما استجاب له الطرفان بعد تصافحهما والاعتذار عما صدر! أعضاء المجلس الثلاثون الذين حضروا الدورة التي غاب عنها عضوان، صوتوا لصالح مشروع النظام الداخلي بعد الأخذ والرد بالإجماع، وانتخبوا نجاة اللودي رئيسة للجنة الإعلام والتواصل والشؤون الثقافية، والعربي هموش نائبا لها، ايعيش مصدق رئيسا للجنة الأشغال والتجهيز والتخطيط، وعمر الراجي نائبه، عبد الله وافدي رئيسا للجنة الشباب والرياضة والمرأة والطفولة والتنمية البشرية، وزينب جرار نائبة له، وإحسان العيدي رئيسة للجنة النظافة وحفظ الصحة، وأمينة فرودي نائبة لها. بينما تم التصويت بالإجماع على حساب النفقات مع رفع توصية لمجلس المدينة من أجل احترام معايير توزيع المنح المجسدة في الكثافة السكانية التنشيط تسيير المرافق والمنجزات المشيدة بتراب المقاطعات، فيما تحفظ عضوان عن المصادقة لصالح المخطط الجماعي للتنمية 2009 2015 .