صدر عن كتاب اليوم كتاب «اللحظات الأخيرة في حياة عبدالناصر» للصحفي والإعلامي عمرو الليثي، والذي يرصد بين دفتيه فيه لحظات الزعيم المصري الراحل عبر أقوال لشهود علي الأحداث. ويأتي كتاب عمرو الليثي توثيقا لبرنامجه التليفزيوني «إختراق» الذي اقترب خلاله من المقربين من الزعيم الراحل علي رأسهم أبناءه هدي ومني وعبد الحكيم ومدير مكتبه سامي شرف والدكتور الصاوي حبيب لمحاولة كشف غموض وفاة عبد الناصر. ويحوي الكتاب بين دفتيه الي جانب محاولته كشف ملابسات وفاة الزعيم جمال عبد الناصر في يوم 28 سبتمبر1970 بعض التفصيلات الجديدة في حياة عبدالناصر الذي لا يعرفه أحد الأب والإنسان. حيث كشف الكتاب وفقا لما ورد بصحيفة «الأهرام» المصرية وفاة عبد الناصر قبل أن يسدد باقي أقساط بيت الزوجية الذي اشتراه لابنته مني لزواجها من أشرف مروان حسب رواية مني، وأكدت ابنته هدي أن راتبه كان تسعمائة جنيه. وأكدت هدي عبد الناصر علي أن والدها كان شديد الحرص علي الفصل بين ميزانية بيته وميزانية الرئاسة، مشددة علي أنها لازالت تحتفظ حتي الأن بجميع فواتير مصروفات الزعيم الراحل منذ اعتلي سدة الحكم حتي وافته المنية. وتناول الكتاب شهادة أقرب الأبناء شبها للزعيم الراحل عبدالحكيم الذي أكد أن ما تمكن من تنفيذه من وصايا والده هو الاعتماد علي النفس دائما، حيث كان يري أن الحياة التي نحياها مؤقتة وأن العلم والذكري العطرة هما الشيئان الوحيدان اللذان كان بوسع عبدالناصر أن يورثهما لأبنائه. ووضع الليثي في مقدمة كتابه شهادة عن الاقتصاد المصري قبل وفاة عبد الناصر، موضحا أن حقبة ناصر شهدت نهضة اقتصادية صناعية كبري وازدهر بناء المدارس والمستشفيات وفرص العمل، وتوج انجازاته ببناء السد العالي كما اتسعت الرقعة الزراعية الى 2 مليون فدان من 1954 الي1970 إضافة الى انشاء 155 مصنعا بين عامي 1965 و1970. وتابع دراسة «لو تسكليش» عن الاقتصاد المصري، الذي رصد ارتفاع الانتاج الصناعي من661 مليون جنيه عام1960 الى 1144 مليونا عام 1965، وواصل الزيادة حتي بعد نكسة 1967. وشدد علي أن مصر تغلبت رغم العدوان الصهيوني علي كافة الظروف والمعوقات وبلغت زيادة الانتاج الصناعي بنسبة 7 % عام 1968، بعد نسبة نمو6 % قبل العدوان عام 1966 وبلغت 9 % عام 1969 ثم 10.7 % عام1971. وتطرق الكتاب الي نهج الإصلاح المالي الذي استحدثه ناصر في اعقاب النكسة، والذي يعتمد علي تمويل ذاتي للاستثمار وتطوير وسائل الانتاج وتطبيق التكنولوجيا الحديثة وتوسع في الصادرات وتخفيض الاستيراد واحكام السيطرة علي الانفاق. وأدي هذا النهج الي تحسن ميزان المدفوعات محققا لأول مرة زيادة مع تراجع العجز في الميزان التجاري بل وكانت المفاجأة الكبري هي أن يحقق عام1969 زيادة لصالحه مقدارها46,9 مليون، إضافة لسياسات بترولية تغلبت علي النقص الذي جاء بعد احتلال إسرائيل لسيناء.