قال الدكتور ادريس بن سعيد أن العنف مكون أساسي من مكونات المجتمع الإنساني بالنظر لحضوره القوي في سائر المجتمعات؛ سواء كفعل مؤسس أو كلحظة فارقة في الإنتقال داخل المجتمع الواحد، ما بين الأنظمة السياسية والمعتقدات والتنظيمات، أو في العلاقات بين المجتمعات المختلفة. وأضاف بنسعيد خلال لقاء احتضنته المكتبة الوطنية الأربعاء الماضي بالرباط، نظمه بيت الحكمة حول موضوع العنف، أن العنف يتدافع مع قيمة الحرية، إذ يستهدف القضاء عليها وأنه أنتج مجموعة كبرى من المفاهيم كالقوة والسيطرة. وفي نفس الإطار أكد بن سعيد أن العنف عندما يصير مشروعا جماعيا ينتقل من عنف مادي مستند للقوة إلى عنف الرغبة في السيطرة،فيتطور إلى أن يصبح العنف مستبطنا ومقبولا،ويتحول من القوة المباشرة إلى القوانين والشرائع. وأضاف بنسعيد أن العنف على مستوى النظام السياسي المغربي يتحدد في مشروع المخزن المحتكر للعنف و المستحضر للمشروعية الدينية و المجتمعية البسيطة و أن الثورة تعني العصيان و العقاب تربية ليطرح التساؤل حول العلاقة بين العنف و القيم في حالة المجتمع المغربي و في كلمة للدكتور عبد الغني منديب أكد أن حالة العنف هي الأصل في الإنسان و أن السلم شيء مخلوق، و أضاف أن الإجتماع البشري ينتج عنه الصراع والصراع يولد العنف،و قال إن التدبير الجيد للعلاقات بين الأفراد و الجماعات يستلزم الفهم الجيد للعنف. و في نفس السياق قال الباحث سعيد لكحل إن العنف له أنواع متعددة و أن النوع من العنف الذي لا يمكن مقاومته هو العنف المؤسس على النص الديني، مشيرا إلى المنظمات الإرهابية الإسلامية، مضيفا أن جميع أشكال العنف ترتبط بمسألة امتلاك الحقيقة و على جميع المستويات، متسائلا عن الكيفية التي يمكن بواسطتها تجاوز الحقيقة المطلقة إلى الحقيقة النسبية . وأثناء النقاش أجمع الحاضرون عبر مداخلاتهم أن العنف له أشكال متعددة، عنف قانوني،اقتصادي ،نفسي... ونددوا بالعنف المؤسس على معتقدات دينية وعلى العنف ضد المرأة . خلدون المسناوي (صحافي متدرب)