اتفقت مداخلات المحاضرين في ندوة "حقوق الإنسان في الإسلام" على الدعوة إلى حوار الغرب في مجال حقوق الإنسان، وأن الغرب يتحكم في نظرته لواقع حقوق الإنسان في العالم الإسلامي، وذلك في الندوة التي نظمت بتعاون بين المكتب الثقافي السعودي بالرباط وكلية الآداب والعلوم الإنسانية. قال الدكتور عثمان بن ياسين الرواف «إن الاتهامات الموجهة للإسلام مبنية على سوء فهم للتعاليم الإسلامية أو انحياز تام للمفاهيم الغربية لحقوق الإنسان»، وأضاف الرواف في الندوة التي عقدت يومي 17 و18 أكتوبر 2002 في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أن «الغرب ينتقد الرؤية الإسلامية ويلغيها ويفرض رؤيته»، وذكر عضو مجلس الشورى السعودي، الدكتور الرواف، فلسفة وأسباب تحفظ الدول الإسلامية على بعض مواد وفقرات قوائم حقوق الإنسان، وقال إن «الاختلاف في الأولويات يرتبط بظروف خاصة بكل مجتمع» وذكر مثالا على ذلك بتحفظ الدول الإسلامية على بعض حقوق الأطفال، حيث ذكر أن الإسلام يوازن بين حقوق الأطفال والوالدين، هذه النظرة غير موجودة في الغرب، مؤكدا على أن القضاء الإسلامي يوجب الإنفاق على الوالدين، وأرجع الاختلاف الحاصل في عقوبة الإعدام إلى فلسفة الإسلام الخاصة، حيث أنه راعى حقوق المقتول وأهله والمجتمع، بينما الرؤية الغربية اعتبرت حق القاتل فقط. وأكد الدكتور تاج الدين الحسيني على ضرورة إقامة الحوار مع الآخر، خصوصا في ظل العولمة، حيث قال «نحن في غزو إعلامي مطلق، وهناك استعداء على مستوى الحضارات.. وينبغي أن ندرك أن ما يجري اليوم على كل الأصعدة، داخل في واقع العولمة، سيجعل عالم الجنوب رهينا بعالم الشمال» وأضاف أن «توظيف الإعلام والقنوات القضائية، وتنظيم ندوات في أوروبا والغرب لتأسيس هذا الحوار، هو الوسيلة الوحيدة ليكون لنا مكان تحت الشمس والمحافظة على كرامتنا وهويتنا». وقال الدكتور سعيد بنسعيد العلوي «نحن اليوم في حاجة إلى قراءة إنسية للدين... وهي القراءة المقاصدية للدين» وأشار إلى أن «المستقبل لنا» لذلك «علينا أن نكف عن الاجتهاد الفردي ونأخذ بالاجتهاد الجماعي» وأضاف : «ينبغي أن نكف عن النظر والدفاع عن الإسلام، فالإسلام ليس في حاجة للدفاع عنه، بل علينا أن نأخذ موقع الهجوم» جاء هذا في رده على الانتقاد الذي وجهه الدكتور عبد الله الفوزان بقوله «لماذا نلجأ إلى الدفاع؟» وقال فيه الدكتور الفوزان بخصوص الفارق بين حقوق الإنسان في العالم الإسلامي والغرب أن «الغرب هو أجرأ منا في التنفيذ». وفي هذا السياق قال الدكتور الحسن بوقنطار «هل نحن فعلا بحاجة إلى مواثيق إسلامية لحقوق الإنسان؟ نقول نعم، ولكن ليس فقط من أجل إبراز الخصوصية في هذه الإعلانات، ينبغي أن نأتي بآليات وتبسيط ما هو عام وشمولي، لخلق مزيد من الضمانات التي تسمح للمواطن للتمتع بهذه الحقوق»، وأوضح أن المشكلة هي ممارسة حقوق الإنسان وتفعيلها، وطالب بإحداث أجهزة مراقبة ومتابعة، واعتبر أن هذا ما يتفوق به الغرب، وذكر «المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان» كشاهد على ذلك. ويشار إلى أن هذه الندوة تم التهييء لها مدة عامين، من طرف المكتب الثقافي السعودي بالرباط بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية / جامعة محمد الخامس. خليل بن الشهبة