نحن البشر لسنا المخلوقات الوحيدة التي تضحك وذلك وفقا لفريق من العلماء الألمان الذين أمضوا عشر سنوات يقومون بإضحاك صغار الشمبانزي لرؤية ما يحدث. وما حدث هو أن صغار الشمبانزي ضحكت وقهقهت بنفس الطريقة التي يبتسم بها ويقهقه الأطفال الصغار عندما يطلب منهم الكبار ذلك. ويعلم كل حارس حديقة حيوان ومدرب لحيوانات السيرك أن قرود الشمبانزي تبتسم وتضحك. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يوثق فيها باحثون في المعمل الظاهرة كحقيقة علمية. وبعيدا عن إضاعة أموال البحث يقول الباحثون الألمان في مدرسة الطب البيطري في هانوفر إن إكتشافهم يبين دليلا واضحا على أن الضحك هو سلوك تطوري عام يهدف إلى الربط بين الكبار والمواليد الجدد. وبعبارة أخرى فإن الكبار "من الآباء والأجداد إلى الخالات الشغوفات" ببساطة لا يستطيعون مقاومة الضحكة المعدية لطفل مولود حديثا ولا الكبار بين أبناء العم من الرتب العليا من الحيوانات. وتقدم النتائج الصوتية والنوعية دليلا واضحا على أصل التطور المشترك للضحك المحفز على القهقهة في البشر والأصوات المحفزة على القهقهة في القرود من الرتب العليا" وفق ما كتبه الباحثون في تقرير نشر في موقع مجلة "علم الأحياء الحالي" على الإنترنت. ولم تجر التجارب على صغار الشمبانزي فقط ولكن أيضا على صغار الغوريلا"إنسان الغابة والشمبانزي القزم" وأيضا على الرضع من بني البشر . ويقول الدكتور إليكه زيمرمان من مدرسة الطب البيطري في هانوفر " لقد فوجئنا بأن انتزاع الضحكات والقهقهات تكون حتى من إنسان الغاب والشمبانزي القزم" . وظل أستاذ علم الحيوان الذي شرع في هذه الدراسة الدولية في جمع البيانات منذ أكثر من 10 سنوات. على كل ، قام العلماء ببحث أكثر من 800 طن من الوثائق المسجلة على شرائط الفيديو تتضمن حدائق الحيوانات ومراكز إنسان الغابة في ماليزيا حيث قام أفراد رعاية الحيوانات بمداعبة 22 من صغار الحيوانات والرتب الأعلى منها في أيديها وقدميها ورقبتها وتحت الإبط. كما خضغ أيضا ثلاثة أطفال لتجربة المداعبة وذلك باستخدام أصابع والديهم وليس أيدي العلماء. ويؤكد زيمرمان "لم تكن هناك مواقف مصطنعة". وأضاف "القهقهة بوضوح هي جزء من لعب عدة أدوار بين الحيوانات الكبيرة". وتؤيد النتائج نظرية أن «الضحك ليس فقط ظاهرة بشرية ولكنه يتطور من شجرة العائلة الكبيرة من الحيوانات» وفقا للدكتورة مارينا دافيلا روس خريجة جامعة هانوفر والتى تعمل حاليا فى جامعة بورتسموث حيث تعاونت مع مشروع تجربة هانوفر. وكتبت دافيلا روس في التقرير "إنه يؤيد فكرة أن الضحك موجود لدى القرود".وتعني النتائج علاوة على ذلك إنه لن يضحك أحد على حراس حدائق الحيوانات ومدربي حيوانات السيرك الذين يزعمون دائما أن الشمبانزي تقهقه. وخلص الباحثون إلى القول "في الحد الأدنى يمكن أن نخلص إلى أنه من المناسب أن نأخذ في الإعتبار أن الضحك ظاهرة مشتركة بين الكائنات لا ينفرد بها بني البشر، وإننا إذا قلنا أن القرود تضحك إذا ما داعبناها فإن ذلك ليس من قبيل إضفاء صفة بشرية عليها » .