يكتسب الهامستر السوري «القداد» وهو نوع من الفئران التي تستخدم في التجارب، أهمية عالمية كونه أصبح اليوم من أهم الحيوانات المخبرية التي تجرى عليها الأبحاث العلمية في أنحاء العالم كافة وخصوصاً المتعلقة منها بأورام الكبد والبنكرياس نظراً للتشابه الكبير بين القناة الصفراوية الكبدية وسوائل المعثكلة بين الهامستر والإنسان إضافة إلى إمكانية تهجينه مع فيبروبلاست بشري ليكون موضع دراسات متطورة في مجال الأمراض الوراثية المتعلقة بأمراض الضمور العضلي واعتلال عضلة القلب واضطراب القلب الاحتقاني وداء السمنة والورم الغدي الكظري الشلل المتنامي للأرجل. ومن النادر أن نجد بحثاً واحداً من بين مئات الملايين من الأبحاث التي تجرى في المخابر لم يستخدم هذا الحيوان الجميل واللطيف في تجاربه العملية ، فضلاً عن احتلال الهامستر السوري مركز الصدارة كحيوان منزلي يربيه الأطفال والكبار في منازلهم كواحد من أفراد عائلاتهم على الرغم من أن حجمه يتراوح بين 5.12 و 5.17 سم وفترة حياته بين 2 و3 سنوات. وقد أطلق على هذا الحيوان اسم الهامستر الذهبي السوري بسبب لونه الذهبي المميز وشكله الشبيه بنوع من الأرانب باعتباره لا يملك ذيلاً كباقي القوارض إلا أنه أصغر حجماً وآذانه قصيرة، إضافة إلى امتلاكه جيوباً كبيرة على جانبي التجويف الفموي لملء الحبوب في موسم الحصاد وتخزينها في مستودع خاص تحت الأرض لاستهلاكها في أيام السنة الأخرى حيث تم تسجيل حوالي 25 كغ من الحبوب مخزنة في أحد المستودعات الأرضية التي جهزها الحيوان لحفظ مؤونته الشتوية لذلك يطلق عليه تسمية أبو خريج في أرياف حلب. وأشار باحثون إلى أن اكتشاف الهامستر السوري يرجع إلى عالم الحيوان الانكليزي جورج روبرت ووترهاوس الذي عثر في عام 1839 ميلادية بالقرب من حلب على أنثى هامستر وأطلق عليها اسم الهامستر الذهبي وبقي هذا الحيوان مهملاً حوالي مئة عام إلى أن اكتشفت مجدداً أسرة منه في حلب عام 1930 مكونة من أم وثمانية مواليد تم نقلها إلى القدس في فلسطين حيث تمت تربيتها وكان حجمها أكبر بقليل من حجم الهامستر الذي اكتشفه ووترهاوس فدعيت الهامستر الذهبي المتوسط، وهو الاسم العلمي اللاتيني الذي حمله الهامستر السوري الذهبي إلى اليوم. وقد وصل إلى بريطانيا عام 1931 وحطت به الرحال في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1938 حيث كان العالم آدلر أول من استخدمه في التجارب المخبرية عام 1948 في مجال الأبحاث الطفيلية وكانت فرنسا وبريطانيا ومصر والهند من أوائل الدول التي استخدمته كحيوان تجارب ليصبح بعدها من أشهر حيوانات التجارب في العالم التي تصل أعدادها في مخابر البحوث حالياً إلى مئات الآلاف يعود أصلها جميعاً إلى أم واحدة أتت من شمال سورية ، وبالتحديد من حلب. وأوضح الباحثون أن حيوانات الهامستر السوري تصل إلى سن النضج الجنسي بعمر 5 إلى 6 أسابيع وتأتيها الدورة التناسلية خلال موسم الإخصاب كل أربعة أيام وتعد فترة الحمل عندها من أقصر فترات الحمل عند باقي الثدييات حيث تبلغ 16 يوماً بينما تكون عند الفأر الأبيض 21 يوماً و 31 يوماً عند الأرانب وتمتد إلى 63 يوماً عند خنازير غينيا، لافتاً إلى أن الانثى الحامل يمكن أن تضع سنوياً حوالي 20 وليداً بمتوسط قدره ثمانية تقريباً. وحسب بعض الدراسات فإن العلماء لم يستطيعوا منذ عام 1930 اكتشاف حيوانات برية جديدة في سورية التي يعيش فيها مئات أنواع القوارض نظراً لصعوبة البحث عنها وسط النماذج الحياتية المعقدة التي تعيشها حيث تحفر أنفاقاً عميقة ومتعددة في الأرض لتسهل اختباءها وهروبها ، مبينة أن علماء الحيوان تمكنوا خلال العامين 1997 و1999 من إيجاد عائلات جديدة منها حيث تم التقاط سبعة ذكور وست إناث كانت إحداها حامل قد وضعت ستة مواليد جدد، وقد نقلت هذه الحيوانات التسعة عشر إضافة إلى ثلاثة حيوانات أخرى كانت موجودة في جامعة حلب إلى ألمانيا ليتم إكثارها هناك واستخدامها كسلالة جديدة مختلفة عن السلالات القديمة التي تعود جميعها إلى اكتشاف عام 1930. وأكد المهتمون ان الهامستر الذهبي السوري يعد عنصراً من عناصر البيئة السورية التي تعيش فيها آلاف الأنواع من الطيور والحيوانات والحشرات في تناغم طبيعي لا يعكره إلا التدخل غير المدروس والجائر للبشر.