الجريمة الشنعاء التي ذهب ضحيتها قتيلا قطار فاس - مراكش تجعل المواطن المغربي يضع يده على قلبه، ليس فقط من فظاعة وهول الجريمة، ولكن أيضا من مستوى التفسخ والانحلال الذي وصلت إليه بعض الأسر في المغرب، والذي يجعل مآل الأسرة باعتبارها الخلية الأولى للمجتمع، والمؤسسة الأولى في صف المؤسسات في كف عفريت. فالملابسات التي أحاطت بهذه الجريمة تجعلنا أولا أمام أخ يعاقر الخمر مع أخته، وأمام أم من ذوات السوابق من جهة ثانية، وبفعل الخمر وتحت تأثيرها، ينشب خلاف بين الأخ وأخته، وهو خلاف سيتم تدبير حله بالفتك بها وقتلها وتقطيعها إربا إربا، ومزقا مزقا، ووضعها داخل حقيبة. ولكي تنتقم الأم لابنتها من ابنها تقتص منه بالمثل وبالطريقة ذاتها، فتعمد إلى قتله وتقطيعه إربا إربا، مزقا مزقا وتضع ما قطعته داخل حقيبة أو أكثر، قبل أن تشتت فلذات - أو فتات - كبدها في القطارات وفي أكثر من مكان! إن سؤال الأسرة هنا هو ما يجب الانتباه إليه في هذه الجريمة، قبل أن ننهض ذات يوم فلا نجد ما يجمع هذه الخلية الأولى التي اسمها الأُسْرَة، من آصرة سوى الأَسِرَّة!