أسدل الستار مساء الأحد على فعاليات الدورة السادسة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي احتضنتها مدينة بيسكارا الإيطالية، حيث أنهى المغرب المنافسات في الرتبة العاشرة في سبورة الميداليات، بمجموع21 ميدالية منها6 ذهبيات و9 فضيات و6 نحاسيات. وكان لرياضة ألعاب القوى، التي كرست بما لا يدع مجالا للشك أنها قاطرة الرياضة المغربية بامتياز، حصة الأسد من هذه الغلة. فألعاب القوى، التي ظل عطاؤها وافرا على امتداد الدورات المتوسطية منذ دورة بيروت، حصدت هذه المرة ست ميداليات ذهبية وست فضيات ونحاسيتين، وهو ما اعتبره عدد من المحللين الرياضيين في بيسكارا، إنجازا متميزا يعيد الاعتبار إلى رياضة ألعاب القوى، خاصة بعد الهزات الأخيرة التي شهدتها على مستوى الإدارة التقنية واعتزال جيل من الأبطال المرموقين، الذين أبلوا البلاء الحسن خلال مشاورهم الرياضي. وتعتبر حصيلة المغرب في دورة بيسكارا جيدة إذا ما قورنت بتلك المحققة في الدورة 15 بألميريا بإسبانيا، حيث أن الحصيلة لم تتجاوز 12 ميدالية، عشر منها نالتها ألعاب القوى (3 ذهبية و6 فضية ونحاسية واحدة، فيما أحرزت الملاكمة والجيدو ميدالية نحاسية لكل منهما). ومن أصل 16 نوعا رياضيا شارك بها المغرب في دورة بيسكارا، استطاع أبطال أربعة أنواع رياضية فقط الصعود إلى منصة التتويج وهي ألعاب القوى والملاكمة وكرة المضرب والجيدو، وكلها رياضات تعودت أن تكون دائما في موعد مع التتويج في مختلف الدورات المتوسطية. وقد نالت رياضة ألعاب القوى لوحدها14 ميدالية منها ست ميداليات ذهبية وست فضيات ونحاستين، فيما ظفرت رياضة الملاكمة بأربع ميداليات (2 فضية و2 نحاسية) وفازت رياضة الجيدو بميدالتين (1 فضية و1 نحاسية) والتنس بنحاسية واحدة. ويرى المدرب الوطني باللجنة التقنية، ابراهيم بولامي، أن محطة بيسكارا جاءت في وقتها المناسب، حيث كانت مناسبة لتقييم مناهج التدريب المعتمدة والوقوف عند الأرقام المسجلة، ورسم خارطة طريق علمية من أهدافها الرئيسية مساعدة الأبطال المغاربة في مختلف المسابقات على ولوج المنافسة العالمية من بابها الواسع وتحقيق الاستمرارية في النتائج. وأضاف بولامي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن النتائج المحققة في دورة بيسكارا، تدعو إلى الارتياح على اعتبار أن المنافسة كانت في مستوى عال ويعكس ذلك الأرقام المتيمزة المسجلة في سباقات المسافات المتوسطة والطويلة. وأمام تألق ألعاب القوى والحضور المتميز للجيدو والمشاركة المشرفة للملاكمة والتنس، فقد ودعت العديد من الأنواع الرياضية دائرة المنافسة مبكرا ومنها السباحة ورفع الأثقال والكرات الحديدية والغولف والمسايفة والرماية والدراجات والجمباز، التي لم تقو عناصرها الشابة على مجاراة ومنافسة أبطال من مستوى عال. أما مشاركة الرياضيين المغاربة ذوي الاحتياجات الخاصة في كل من ألعاب القوى والسباحة، فكانت من أجل الاحتكاك وكسب التجربة والإعداد بجدية للاستحقاقات المقبلة. وعلى صعيد الألعاب الجماعية وخاصة كرة السلة والكرة الطائرة والكرة الطائرة الشاطئة، فبالرغم من أنها ودعت المنافسات منذ الأدوار الأولى، إلا أنها قدمت عروضا متميزة وخلقت متاعب جمة لكبريات المدارس الأوربية، ويعكس ذلك فارق النقط في النتيجة الذي لم يكن كبيرا في مختلف المقابلات.