تفيد الأخبار الواردة من مقاطعة الصخور السوداء بأن مصلحة المؤسسات المرتبة «تبيض» ذهبا هذه الأيام، ولمن أراد معرفة الحقيقة عليه فقط أن يتقمص دور مواطن مغلوب على أمره يريد فتح محل لمزاولة نشاط تجاري أو صناعي ضدا على القانون أو بشكل قانوني ويزور مصلحة المؤسسات المرتبة ويجالس المسؤولين بها ليرى بأم عينيه. للتذكير ، فلغة الحديث داخل المكتب شيء والحديث خارجه شيء آخر، فلامكان للقوانين المنظمة لمزاولة مثل هذه الأنشطة، والحروف والكلمات تتغير بشكل تجعل كل شيء مباحا مادام أن الطرفين قد حققا مبتغاهما. والنتيجة مئات المحلات التجارية والصناعية والخدماتية والتي نبتت بشكل عشوائي تغزو تراب المقاطعة، والتي نتوفر على لائحة دقيقة بأعدادها وأماكن تواجدها ، بل حتى بالظروف العامة التي أحاطت بفتحها والشروع في استغلالها. بزيارة خاطفة لمجموعة من الأحياء السكنية على امتداد تراب المقاطعة سيكتشف الواحد منا حقيقة الوضع، عشرات المحلات تفتح أبوابها يوميا من دون سند قانوني وتحت أنظار «مسؤولين» يتحول الورق في أيديهم إلى «ذهب»! فمن ورشات الميكانيك والنجارة واللحامة، إلى محلات تجارية وأخرى خدماتية، إلى مطاعم شعبية لاتخضع لأية مراقبة، إلى محلات للتجهيزات المنزلية أو المكتبية، المهم أن الفوضى سيدة الموقف ولسان حال المسؤولين يقول « اللي ماعندو سيدو عندو لالاه! » فأي سيد هذا الذي «تبيض الدجاجة» بين يديه ذهبا في هذه المصلحة، وأية « لالة » هاته التي تملك «مفاتيح السعد» وتمطر بين يديها السماء فضة في هذه المقاطعة؟ المثير للإستغراب أن السلطة المحلية نفسها تقف موقف المتفرج على كل هاته الخروقات مما يطرح أكثر من تساؤل حول مسألة غض الطرف وعدم التعامل مع شكايات السكان الذين فتحت هذه المحلات أبوابها بمحاذاة مساكنهم؟! وبحسب إحصائيات شبه رسمية فقد فتح أزيد من 250 محلا لمزاولة نشاط صناعي أو اقتصادي في ظروف تتسم أغلبها بالإلتباس وأن وتيرة فتح المحلات غير القانونية شهدت في الآونة الأخيرة درجة ارتفاع قياسية وتتم غالبا تحت جنح الظلام، وخاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع ، لكن بمباركة بعض المسؤولين وتحت حمايتهم أحيانا. فمن حي عادل واولاد هرس (سنعود لملف هذا الحي لاحقا) إلى حي حكم بكل أرقامه والسوارت وأرسلان ومكام، إلى بلفدير وروش نوار، تنبت هذه المحلات كالفطر منها مايشوه جمالية الحي ومنها مايزعج السكان ومنها أيضا مايشكل خطرا على صحتهم، ولاشيء يهم المسؤولين مادامت «الدجاجة تبيض ذهبا ومادامت السماء تمطر فضة»!! .