«من أجل مغرب خال من التعذيب»، مبادرة تقدم بها المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف بمعية المجلس الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، وقد جاء انشاء هذا المرصد المغربي لمناهضة التعذيب» عقب يومين من الندوات من النقاش والمقترحات، أفادت كل الحاضرين. استهل اليوم الأول (الجمعة 16 يونيو) بكلمة الترحيب من جورجيو كراتشيولو عن المجلس الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب إضافة إلى قراءة تصريحي الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المجلس الدولي لإعادة تأهيل الضحايا بمناسبة يوم الأممالمتحدة لمساندة ضحايا التعذيب (26 يونيو). لتبدأ الأشغال مع الطيب بلغازي الذي قدم تأملات حول التعذيب والإرهاب والإعلام ، ثم محمد الصبار رئيس المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف الذي قام بدراسة في قانون الإرهاب بمرجعية حقوقية. وشهدت الفترة الصباحية غياب كل من عبد الرحيم الجامعي وعبد العزيز النويضي وابراهيم سبع الليل. وقد عقب على التدخلات الصحافية هشام حديفة قبل أن يفتح النقاش. وفي الفترة الزوالية تمت مناقشة موضوع «الإعلام بين المرجعيات والواقع». وقد نشطها كل من عبد الرحيم تفنوت الذي تحدث عن الصحفي بين اخلاقيات المهنة وإكراهات الواقع، وسعيد السلمي الذي ناقش الولوج الى المعلومة والمرجعيات المؤطرة لذلك، في حين تغيب عبد الرحيم أريري الذي كان من المفروض أن يتحدث عن حالة «الوطن الآن» أمام العدالة. الجلسة التالية تمحورت حول: «التعذيب بين المرجعيات والوقاية ومحاربة الإفلات من العقاب» حيث تحدث الأستاذ مصطفي صوليح عن البروتوكول الاختياري لماذا؟ وكيف؟ والأستاذة أمينة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان التي أفادتنا في موضوع الإفلات من العقاب ومحاربته بمقاربة (م.م.ح.إ). في حين وكما في الجلسات السابقة، شهدت الجلسة غياب ممثل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الذي حضر في آن لاحق من الأشغال لتختتم أشغال ذلك اليوم بمعرض للصور للفنان التشيكلي سعيد حجي بعنوان «ذاكرة فينيق»، وكذلك بعرض الكتاب الجديد للكاتب والروائي المغربي جواد امديدش «vers le large» ، وان ما يجمع بين حجي وامديدش هو كونهما معتقلين سابقين. أما اليوم الثاني فاستهل بكلمة أمين عبد الحميد الذي عرض مقاربة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان للتعذيب ثم للأستاذ عبد اللطيف الحاتمي الذي تناول قضية التعذيب من خلال القضاء مقدما كمثال ملف ما يطلق عليه ب «السلفية الجهادية» وكذا المحامي محمد المسعودي الذي أعد كمثال ملف «الطلبة المعتقلين بمراكش» بحيث هو محامي هذه المجموعة من الطلبة من فصيل «النهج الديموقراطي القاعدي». ومازالت قضيتهم في أيادي القضاء إن لم نقل أياد أخرى. وفي نفس الإطار وتتمة لأشغال الجلسات عقدت جلسة حول «التعذيب والاختفاء القسري» وهي الجلسة التي بدا التفاعل معها أكثر لما تثيره في الذاكرة الجماعية من ذكريات عن سنوات الرصاص، وهي الجلسة التي نشطها الأستاذ عمر بطاس وهو طبيب نفساني وناقش موضوع آثار التعذيب على الصحة النفسية والبدنية والعقلية في حين تمت مناقشة موضوع الاختفاء القسري والتعذيب من طرف جمال الدين الرويسي. أما الفترة المسائية فتم فيها الاستماع إلى نماذج أخرى من المراصد وطرح تساؤل «هل المرصد آلية وقائية» وأطرها كل من مصطفى الشافعي عن المرصد المغربي للحريات العامة وعبد الله مسعاد عن تجربة المرصد المغربي قبل أن يقدم نورالدين الخمالي خلاصات وتوصيات الندوة وليعلن عن انطلاق المرصد المغربي لمكافحة التعذيب وقد تم الختام بحفل تم فيه إهداء فيه إحدى لوحات الفنان سعيد حجي لجيورجيو كراتشيولو عن المجلس الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب.