تتعدد الدوريات المنظمة من طرف أندية التنس الوطنية.. كما تتعدد مستوياتها ودرجاتها وأهدافها، وتختلف طرق تنظيمها وإقامتها.لكنها تجتمع في كونها تدخل كلها في إطار تشجيع ممارسة التنس وطنيا، وتشكل جسرا يمكن أن يرفع من مستوى اللاعبين الناشئين.. عددها عشرون دوريا.. ميزانية تنظيمها تتراوح ما بين 10 إلى 140 مليون سنتيم، وبالنسبة لدوريات الشبان، فالأولمبيك البيضاوي يأتي في المقدمة ب 60 مليون، متبوعا بنادي الرياض والمحمدية بحوالي 50 مليون سنتيم! ما هي مصادر التمويل والموارد المالية؟ وبماذا يفيد تنظيم هاته الدوريات؟ ما هو دور الجامعة المسؤولة وما مدى تدخلها في وضع إطار مضبوط لهذه الدوريات؟ وهل يتعلق الأمر بدوريات بطابع رياضي حقيقي، أم بنشاط ترفيهي سنوي؟ نادي الرياض21 ، دائما مع الموعد أكد محمد التاقي رئيس نادي الرياض 21 للتنس أن النادي كان على موعد مع التاريخ عندما أسندت اليه مهمة تنظيم النسخة الخامسة للجائزة الكبرى لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم في سنة 2005 ، بعد أن نظمت النسخ الأربع بالدارالبيضاء. النسخة الخامسة ، يضيف محمد التاقي، كانت فرصة للتعامل مع التنس بتاء التأنيث ، وكانت فرصة للكثير من لاعبات التنس المشاركات من أجل كسب المزيد من النقط وتحسين ترتيبهن على المستوى الدولي . وقد زاد من قوة النسخة الخامسة جوائزها التي بلغت 140.000 دولار . هذه النسخة جمعت 25 دولة ، وهذا يعني بالنسبة للاعبات المغربيات فرصة للتعرف أكثر على بطلات عالميات في التنس ولهن ألقاب عالمية والاحتكاك بهن، أما على المستوى المستقبلي ، فإن جائزةلالة مريم الكبرى للتنس، كانت مناسبة لنشر التنس في الوسط النسوي، وهذا ربح كبير للتنس المغربي، خصوصا وأن المباريات كانت تجلب جمهورا غفيرا . بعد نجاح النسخة الخامسة كان لنا موعد آخر مع النسخة السادسة ، والتي ارتفعت قيمة جوائزها الى 145000 دولار. في ما يخص الدوريات الاخرى، لم يفت محمد التاقي أن يركز على نتائجها الايجابية على مستوى التنس المغربي بصفة عامة ، وأبطال نادي الرياض 21 بصفة خاصة. واعتبر التاقي ذلك طبيعيا ومنسجما مع الأهداف المسطرة ،واستدل على ذلك بالألقاب التي حصدها نادي الرياض 21 على المستوى الوطني ، سواء على مستوى الفرق أوعلى المستوى الفردي او على مستوى لقب كأس العرش. ولم يفت التاقي أن يذكر بعض الأسماء التي وشمت تنس نادي الرياض21 كالبطل المهدي الطاهري وأنس لمراني ،رشدي انس ، عادل التازي، حداد مريم ، لحلو مريم ،العلوي صوفيا، ابتسام العلوي ، وغيرها من الأسماء الكثيرة. محمد التاقي اعتبر هذه الانجازات ثمرة الاحتكاك الدولي الذي دأب النادي على تقريبه من أبطاله انطلاقا من الدوريات التي ينظمها. كما اعتبر التاقي دوري الشبان الذي أطفأ شمعته الثامنة خلال شهر يونيه الجاري ،رافعة اقتصادية مهمة، ذلك أن الدوري المفتوح في وجه الشباب ،يكون فرصة لتقريب الشبان من مختلف دول العالم من التعرف على المقومات السياحية والاقتصادية للمغرب ،كما ان النادي يخصص حيزا زمنيا لهذا الجانب المهم ، ويسهر على تنظيم زيارات للمآثر التاريخية . الدوري مرتب في الدرجة الثالثة ، وعن ذلك يوضح التاقي، بأن ذلك لاينقص من مكانة النادي ،وأن نادي الرياض21 مرتب في المرتبة الأولى في القلب. وأضاف أن ذلك مرده الى الكوطا التي يعطيها الاتحاد الدولي للبلد الواحد الذي ينظم فيه أكثر من ناد مثل هذا الدوري، مشيرا إلى أن التنظيم يكون دائما محكما ويحترم المقاييس الدولية. نادي مكناس للتنس: 10 ملايين سنتيم لتنظيم الدوري السنوي! يعتبر نادي تنس مكناس من بين أعرق الأندية بالمغرب، فمساحته التي تفوق 10 هكتارات وموقعه بهضبة وادي بوفكران ووفرة وجودة المسالك التي يتوفر عليها (10 ملاعب) بما فيها الملعب الرئيسي الذي تفوق طاقته الاستيعابية 1500 متفرج، تجعله قبلة لعشاق الكرة الصفراء الذين يجدون فيه كل مواصفات اللعب. وعلى غرار كل الأندية المنضوية تحت لواء ج. م. م. ت، دأب نادي تنس مكناس على تنظيم دوري سنوي على امتداد أربعة أسابيع خلال شهري مارس/ أبريل، يشارك فيه ما بين 800 و 900 لاعبة ولاعب من كل الأصناف يمثلون مختلف جهات المملكة (البيضاءالرباطأكاديرفاسوجدة...). وإذا كان الهدف من مثل هذه الدوريات هو الاحتكاك واكتساب التجربة وصقل المواهب لدى ممارسي التنس، ثم ربح نقط إضافية لتحسين ترتيبهم الوطني، فإن النادي يسعى إلى تطوير اللعبة وتعميمها من خلال الأبواب المفتوحة في وجه العموم طيلة فترة الدوري ورصد ميزانية 10 ملايين سنتيم للدوري مع تهييء كل شروط وظروف النجاح، سواء لحسن استقبال اللاعبات واللاعبين وأولياء أمورهم أو بالتنظيم الجيد والمحكم، إن على مستوى التغذية أو ظروف الراحة وتوفير طاقم طبي ومروض حسب تصريح محمد سمكي رئيس النادي للجريدة. وإذا كان نادي تنس مكناس يحتل المراتب الأولى على المستوى الوطني، فإن الفضل يرجع لمثل هذه الدوريات التي برز فيها لاعبون ممتازون حققوا نتائج إيجابية على المستويين الوطني والدولي وطاقات واعدة سوف تقول كلمتها في المستقبل القريب ، حسب أنور حمدي نائب الرئيس. يذكر أن جزءا كبيرا من الأهداف المسطرة يتم تحقيقه بفضل مجهودات اللجنة الرياضية وتضحيات أولياء اللاعبات واللاعبين. والجدير بالذكر أن المكتب المسير يسعى جاهداً إلى الأفضل من خلال البحث عن مستشهرين لتغطية مصاريف التنقل والإقامة المكلفة جداً بالنسبة للآباء. النادي الرياضي السككي بالرباط: محمد السموني : نطمح إلى تنظيم دوري يجمع سككيي العالم يعتبر النادي السككي من أقدم الأندية المغربية ، يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1929ويتوفر على ستة ملاعب، أحدها يسع 1200 متفرج . له علاقة توأمة مع أندية من فرنسا، ليتوانيا ، مصر.وهو حاصل على مجموعة من الألقاب ( كأس العرش ،ألقاب فردية، وبطل على مستوى الفرق). رئيسه ، محمد السموني من مواليد أبي الجعد، وهو مدير مركزي للبنية التحتية والسير. إبراز واكتشاف المواهب يشكل الهدف الأساسي للنادي. أكد محمد السموني أن النادي السككي ، ينظم دوريات منتظمة في التنس ، حيث نظم اربع نسخ من دوري المستقبل ، وتبلغ قيمة جوائزه 15000 دولار، ويشارك فيه ابطال من مختلف دول العالم. كما ينظم دوريا سنويا، تبلغ قيمة جوائزه 100.000 درهم. وقد احتضن النادي سابق المباريات الاقصائية لكأس ديفيس ، و في كل مناسبة ينال النادي استحسان الجامعة الدولية ، والوفود المشاركة . واعتبر السموني الدوريات تلك الرئة التي تتنفس بها الاندية ، كما أنها فرصة لابراز المواهب ومناسبة للابطال المغاربة للاحتكاك بلاعبين لهم مكانتهم الدولية ، ولهذا فإن دوري المستقبل يعرف دائما تنافسا حادا وقويا بين الأبطال المغاربة وابطال عالميين ،وكم من مناسبة وقع المغاربة على مباريات من المستوى العالي.كما كان الحال بالنسبة لربيع الشاكي والزيادي ،والعيناوي.وبالنسبة لأبطال النادي، فإن ياسين ادمبارك، وكاميليا بن عبدالله،والسعدي هذا الاخير الذي حاز ألقابا افريقية وعربية ونال ثقة الانضمام الى الفريق الوطني للشبان، هذه الأسماء تؤكد أننا في الطريق السليم. نؤمن بالعمل القاعدي على مستوى التأطير والتكوين، أكد السموني أن النادي ينهج سياسة واضحة في ما يخص خلق مشتل حقيقي يهدف الى زرع رياضة التنس في اهتمامات الاطفال ، ولم يفته التأكيد على أن عدد التلاميذ في مدرسة النادي يضم 200 طفل ،وأن تأطيرهم يأخذ قسطا مهما من طرف مسؤولي النادي، إذ أن هذه المهمة أُسندت الى 10 من الأطر المتخرجة من معهد مولاي رشيد ، وهذا يعني أنهم يتوفرون على كل المعلومات البيداغوجية والتقنية من أجل إيصال تقنيات التنس الى الاطفال بطرق سليمة وعلمية ، كما أن النادي يتوفر على إدارة تقنية . واشار السموني الى أن التكوين يسير بالتدرج ويحترم كل الفئات العمرية حتى لايتم القفز على اية مرحلة.ونظرا للجدية ،والتلقين بأسلوب علمي فإن عدد المنخرطين بلغ 500 منخرط وهو رقم له الكثير من الدلالات. لم نصل الى مرحلة الاحتراف بعد وحول واقع التنس المغربي ، أكد السموني بأنه لم يصل بعد الى الاحترافية رغم تحسن العطاء على المستوى الوطني ،وبالرغم من التجهيزات التي أصبحت تتوفر عليها جل الأندية .وأرجع ذلك الى غياب فكر المقاولة داخل الأندية التي لاتزال تعاني من الهواية .يضاف الى ذلك الإخفاق في المزاوجة بين الرياضة والدراسة ،حيث تتم التضحية بالرياضة لغياب رؤية واضحة حول مستقبلها. وتمنى السموني ان يتم الاستئناس بالتجارب العالمية الرائدة في مجال جعل الرياضة رافعة اقتصادية . أتمنى أن أجمع سككيي العالم بالرباط حتى يُعطي للنادي السككي إشعاعا عالميا أكثر، وحتى يمنح للتنس دور الموحد على المستوى المهني، أعلن رئيس النادي أن هناك فكرة تنتظر البلورة وتتجلى في تنظيم دوري في التنس خاص بسككيي العالم ،وأن الفكرة اذا تحققت ستكون سابقة و سيكون لها وقعها للتعريف بالتنس المغربي على أوسع نطاق.