سقط عمر الجزولي و بقيت شلته . ذلك ما أفضت إليه نتائج انتخاب رئيس المجلس الجماعي بمراكش التي جرت صباح أمس الإثنين 22 يونيو بقصر بلدية مراكش بشارع محمد الخامس ، و التي منحت الفوز لمرشحة الأصالة المعاصرة فاطمة الزهراء المنصوري ب 54 صوتا مقابل 36 صوتا للجزولي . و كان المشهد ببهو قصر بلدية مراكش أشبه بسوق عشوائي، حيث اختلطت الألوان السياسية ووقف جمهور محاصر في الخارج ينتظر ما الذي يقع ووضع صحفيون في قفص لا يسمح لهم بالتتبع الجيد لأحداث الاجتماع و جلست عناصر غيرمنتخبة إلى جانب المنتخبين . و بشكل غير معتاد ظهرت وقائع انتخاب رئيس المجلس الجماعي بمراكش باردة و مرت بسرعة كما لو كان الأمر يتعلق بمجلس قروي . إذ لم نر أي نقاش ساخن مثل تلك التي ألفها المتتبعون في مثل هذه المناسبات . حيث كان الجميع مقتنعا بفوز مرشحة الأصالة و المعاصرة، خصوصا , ان الوجوه التي حملت الجزولي في الولاية السابقة إلى الرئاسة هي التي ساندت مرة أخرى مرشحة الأصالة و العاصرة . وكان من أبرز ما لفت الانتباه في هذا الاجتماع غياب عبد الله رفوش ولد العروسية الحليف الأساسي للجزولي بشكل غير مبرر، إضافة إلى أربعة مستشارين آخرين ثلاثة منهم من الاتحاد الدستوري تقول مصادر موثوقة أنها اعتقلت ليلة الانتخاب بالدار البيضاء رفقة نجل ولد العروسية الذي أطلق سراحه فيما احتفظ الثلاثة الباقين . و رفض الجزولي الالتحاق بمنصة تسيير الاجتماع باعتباره العضو الأكبر سنا بالمجلس . و أثناء مغادرته لمقر الاجتماع فور تأكده من هزيمته صاح المتجمهرون حول قصر البلدية في وجهه " باي باي الجزولي .. باي باي " غير أن الذي لم يدركه هؤلاء أنه رغم ذهاب الجزولي فإن المتحكمين في تسيير دواليب هذه المدينة في مرحلته هم أنفسهم الذين عادوا بألوان أخرى مع الرئيسة الجديدة . و ينتظر الملاحظون أن المكتب الحالي سيشتغل في ظروف مريحة بسبب غياب معارضة قوية و خاصة أن المجلس الحالي تغيب عنه الوجوه اليسارية التي شكلت في السابق عصب الرحى في المعارضة و العامل الأساسي لفضح اختلالات التسيير. وفورا لإعلان عن فوز المنصوري برئاسة المجلس الجماعي تدفقت التعليقات ، حيث رأى بعض الملاحظين أن انتخاب امرأة على رأس المجلس لا يعكس نظرة حداثية لحزب التراكتور للمرأة بقدرما يجسد نعرة قبلية نابعة من انحدار العمدة الجديد من قبائل الرحامنة التي لا يخفى على أحد موقعها لدى عراب هذا الحزب، كما أنها من سلالة أسرة ذات نفوذ و سلطة .