- تعمل شركات أدوية جاهدة لانتاج عقاقير ضد فيروس «اتش1 ان1 » الجديد وبدأت في اختبار كميات منه، كما تعهدت بتقديم جرعات مجانية للدول الفقيرة. وتتعهد الحكومات بمليارات الدولارات من اجل العقار وخصصت الولاياتالمتحدة وحدها مليار دولار. كما أمرت هولندا بصنع34 مليون جرعة وأستراليا عشرة ملايين جرعة بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية تحول الفيروس الى وباء. ولم يعلم أحد حتى الان اذا كان من الممكن حقن أي شخص بالعقار. واذا كان ذلك ممكنا.. فأي الاشخاص أحق بالعقار.. وعادة ما تكون إرشادات أولويات حقن مرضى الانفلونزا بالعقاقير واضحة، وهي حقن الاشخاص الاكبر والاصغر في السن وأصحاب الاصابات الاخطر بالمرض. وتمثل الانفلونزا عاملا في وفاة ما بين250 ألف و500 ألف شخص في دول متقدمة 90 في المائة منهم من كبار السن. لكن فيروس«اتش1 ان1 » الجديد المسبب لانفلونزا الخنازير لا يتصرف بشكل تقليدي. وتسبب الفيروس في اطالة موسم الانفلونزا في نصف الكرة الشمالي الى يونيو حزيران على الرغم من أن الانفلونزا عادة ما تنتهي هناك في ابريل . وقال الدكتور دانيال جيرنيجان من المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها لصحفيين هذا الاسبوع «تشير حقيقة انتقال الفيروس في الوقت الحالي الى أننا نشهد شيئا مختلفا.» وتتراوح أعمار غالبية المصابين بين خمسة أعوام و24 عاما وهي فئة عمرية عادة ما تكون الاقل عرضة للاصابة الشديدة بالانفلونزا واخر الفئات التي تحقن بالعقار في موسم الانفلونزا العادية. وهناك حالات اصابة شديدة قليلة بفيروس«اتش1 ان1 » بين كبار السن ربما لانه لا يزال لديهم بعض المناعة المتبقية من انفلونزا «اتش1 ان1 » مشابهة انتشرت في الماضي أو لان استجابة نظام المناعة لديهم مختلفة. ولم يحدد الخبراء السبب في ذلك حتى الان. ولاتخاذ قرار حول ما يجب فعله قال مسؤولو منظمة الصحة العالمية انه سيضطرون لمتابعة ما تفعله هذه السلالة الجديدة من الانفلونزا. وقالت مارجريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عند بدء انتشار الوباء الشهر الماضي ان العالم يراقب انتشار الانفلونزا على أرض الواقع وان كثيرا من البشر يشاركون في تجربة حقيقية. واذا استمر الفيروس في اصابة أشخاص غالبيتهم من الاطفال الكبار قليلا في السن واخرين في بدء مرحلة البلوغ فسيكون من اللازم اتباع استراتيجية تقضي بحقن هذه الفئات العمرية. وتؤيد دراسة واحدة على الاقل هذه الفكرة لاسباب أخرى. وقال فريق في جامعة وارويك البريطانية هذا الاسبوع ان نماذج على أجهزة الكمبيوتر أظهرت أن حقن الاطفال بين عمري ستة شهور و18 عاما قد يكون الطريقة الافضل لاستغلال الامدادات المحدودة من العقاقير في السيطرة على الوباء العالمي. والسبب في ذلك هو أن المدارس قد تصبح مراكز لانتشار عدوى الانفلونزا بما في ذلك فيروس«اتش1 ان1 » فقد يكون هذا الحل منطقيا بشكل أكبر من اتباع استراتيجيات عامة أكثر. وسيؤدي حقن أطفال المدارس الى منعهم من نشره الى فئتين عمريتين أكثر عرضة للاصابة وهما كبار السن والاطفال الصغار. وقد يؤدي هذا أيضا الى حماية الاشخاص الذين يبدو أنهم أكثر عرضة للاصابة بفيروس«اتش1 ان1 » والانفلونزا الموسمية أي المصابين بالربو وداء السكري وامراض القلب وضعف جهاز المناعة والنساء الحوامل. وأكدت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة44287 حالة اصابة بالانفلونزا الجديدة و180 حالة وفاة بها. وأعلنت دول لاوس وعمان وبابوا غينيا الجديدة وجنوب افريقيا ظهور أولى حالات الاصابة بالمرض فيها. وأعلنت الولاياتالمتحدة وحدها أكثر من21 ألف حالة اصابة فيها وقال مسؤولون ان من المرجح وجود عشرة أمثال هذا الرقم على الاقل من حالات الاصابة بجانب87 حالة وفاة بالمرض. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن تتمكن شركات الادوية من تصنيع ما يصل الى9 ر4 مليار جرعة عقار مضاد لوباء الانفلونزا سنويا على الاكثر. ويعتمد هذا الامر على عدد الجرعات التي يحتاج اليها الناس وما اذا كان من الممكن استخدام مواد مساعدة لاطالة عمر جرعات العقاقير. لكن حتى هذا السيناريو سيخلف أكثر من مليار شخص بدون حقن. وتقول شركة سانوفي أفينتيس للادوية انها تصنع40 في المئة من امدادات العالم من عقار الانفلونزا وان مصنعيها بولاية بنسلفانيا الامريكية قادران على صنع150 مليون جرعة من عقار الانفلونزا الموسمية في العام. وبامكان مصنع الشركة في فرنسا انتاج120 مليون جرعة سنويا. وستتم مضاعفة هذه الارقام الى ثلاثة أمثال بالنسبة لعقاقير انفلونزا «اتش1 ان1 » لان العقار الموسمي خليط من ثلاثة فيروسات مختلفة. ومن بين الشركات الاخرى التي تصنع العقار نوفارتيس ايه جي وباكستر انترناشونال وجلاكسوسميثكلاين وسولفاي. رويترز