أعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس تعرض العالم لأول وباء بالقرن الحادي والعشرين بعد أن رفعت درجة انتشار فيروس ( إتش1 أن1) المسبب لإنفلونزا الخنازير إلى الدرجة السادسة الأخيرة. وقالت المديرة العامة للمنظمة مارغريت تشان في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في جنيف "ليس بالإمكان إيقاف الفيروس.. قررت رفع درجة التأهب إلى الدرجة السادسة" . وأضافت تشان "لدينا كل الدلائل غير القابلة للتشكيك على أننا نعيش الأيام الأولى لوباء عالمي لفيروس (إتش1 أن1)"، وجددت دعوتها بعدم غلق الحدود وحظر سفر الأشخاص والبضائع. وتعليقا على ذلك قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن ردود الفعل على الإعلان يجب أن تعتمد على العلم وأن تتجنب التمييز، وأكد على تنفيذ تحرك فعال ومنسق من جانب الأممالمتحدة. وقال بان في مؤتمر صحفي بمقر الأممالمتحدة "يجب أن نحذر من الإجراءات المتسرعة والتمييزية مثل حظر السفر أو القيود على التجارة". غير أن تشان طمأنت بأن انتشار الفيروس يتم تحت مراقبة مشددة ودقيقة، ولفتت إلى أن المنظمة في موقع قوة بمواجهة الفيروس، مشيرة إلى أن عدد الوفيات جراء المرض قليل، وقالت إن المنظمة لا تتوقع ارتفاعا مفاجئا في عدد الوفيات. ودعت المسؤولة الدول إلى الاستعداد لمعاينة المزيد من الإصابات في المستقبل القريب والمزيد من الانتشار، وقالت إن الدول التي بلغ فيها انتشار المرض ذروته يجب أن تستعد لموجة ثانية من الإصابات. ورغم أن عدد المصابين بالفيروس فاق ال28 ألفا في 74 بلدا توفي منهم 144 حتى الآن، حافظت المنظمة منذ 29 أبريل الماضي على الدرجة الخامسة بمعنى أن الوباء "وشيك". بدوره حذر نائب رئيس المنظمة كيجي فوكودا من أن "الفيروس سينتشر في العالم بأسره خلال عام أو عامين وسينتقل بين الناس بشكل وبائي". كما دعت منظمة الصليب الأحمر الدولية المجتمع الدولي إلى تعبئة عالمية وطالبت الممولين الدوليين بتلبية نداءاتها لمواجهة الوباء. في نفس السياق قالت تشان إن منظمة الصحة ستبدأ توزيع منحة أخرى تبلغ 5.65 ملايين مجموعة جرعات من عقار تاميفلو المضاد للفيروسات من إنتاج شركة «روش هولدينغ» السويسرية. وأطلقت كبرى شركات الدواء العالمية العنان لإنتاج مليارات الجرعات الضرورية للحماية من الفيروس المسبب لإنفلونزا الخنازير (إتش1 إن1) الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية أول أمس أنه بلغ درجة وباء عالمي. ويجري العمل حاليا لتطوير لقاح ضد الفيروس في الشركات الكبرى التي أصبحت مصانعها جاهزة للتحول إلى إنتاج جرعات ضد الوباء عندما يكتمل إنتاج اللقاح العادي للإنفلونزا الموسمية. وحصلت شركات الأدوية على مزرعة للفيروس في الأسبوعين الماضيين، وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان إنهم في حاجة إلى الانتهاء من اللقاح الموسمي ثم ينتقلون بعد ذلك لإنتاج لقاح ضد فيروس إتش1 إن1، مضيفة أنه لن يكون جاهزا قبل شتنبر المقبل. ويتفق خبراء آخرون على أن العالم لديه متسع من الوقت لإنتاج لقاح ينظر إليه على أنه أفضل وسيلة دفاعية ضد انتشار الوباء، وذلك قبل بدء فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وهو التوقيت الذي قد تبدأ فيه سلالة الإنفلونزا الجديدة في التحور. أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقال إن الحصول على اللقاحات والمضادات الحيوية أمر مهم للغاية، وأشار إلى أن أكثر من 20 شركة أدوية وافقت على المساهمة بجزء من اللقاحات التي تنتجها للدول الفقيرة بناء على طلب من منظمة الصحة العالمية. وأشار بان كي مون إلى أن الدول الفقيرة تفتقر إلى أنظمة صحية فعالة ويلجأ الأشخاص فيها للأطباء في مرحلة متأخرة من المرض كما توجد أمراض أخرى متفشية بين السكان. ودعا لتضامن عالمي منبها إلى أن عينات الفيروس والمعلومات الأخرى عن المرض يجب أن تكون متداولة على نطاق واسع وبشكل معلن. وتبلغت المنظمة من المكسيك وجود 6241 حالة أدت إلى وفاة 108 أشخاص، ومن الولاياتالمتحدة وجود 13217 إصابة تسببت بموت 27 شخصا، فيما تأكدت 2446 إصابة في كندا أدت إلى وفاة أربعة أشخاص، و104 في كوستاريكا أدت إلى وفاة شخص واحد. أما الإصابات في الدول العربية فلم تؤد إلى وفيات، وتوزعت على الكويت ( 18إصابة) ومصر ( 10 إصابات)، والبحرين (إصابة واحدة) والإمارات (إصابة)، ولبنان (8 إصابات). وأعلن في السعودية أنه تم اكتشاف الحالة الثالثة بمرض إنفلونزا الخنازير بالمملكة لطفل سعودي يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصفا عاد إلى المملكة برفقة أهله من الولاياتالمتحدة الأحد الماضي. وفي القاهرة نصحت وزارة الصحة المصريين بمواصلة حياتهم الطبيعية دون ذعر أو هلع مع الالتزام بإجراءات وقواعد النظافة الشخصية والعامة. وأكدت الوزارة في بيان لها أن السلطات المصرية تملك مخزونا إستراتيجيا كافيا من عقار التاميفلو، الذي يستخدم في معالجة الإصابات بالفيروس. ونبهت إلى أن محاولة استخدام العقار للوقاية من الإصابة بالفيروس دون استشارة طبيب قد يسبب مناعة الفيروس ضد العقار ومن ثم يصبح تأثير العقار ضعيفا.