في الصورة مشهد من مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء أعلنت وزارة الصحة أن إصابة أولى بفيروس "ايه اتش 1 ان 1" المعروف ب " أنفلونزا الخنازير" رصدت أمس الخميس بالمغرب لدى فتاة وصلت أول أمس إلى الدارالبيضاء قادمة من كندا. ""
وأوضحت الوزارة، في بلاغ توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه ليلة الخميس-الجمعة، أن الفتاة (18 عاما)، وهي طالبة بكندا، وصلت أول أمس الأربعاء إلى الدارالبيضاء قادمة من مونريال، قبل أن تتوجه إلى مدينة فاس على متن رحلة داخلية للخطوط الملكية الجوية.
وأضاف البلاغ أنه لدى وصولها إلى مطار فاس، لم تسجل البوابة الحرارية أي أعراض للحمى لدى الفتاة، غير أن وضعيتها أثارت انتباه الطبيب المسؤول عن الوحدة الصحية بالمطار، الذي نصحها، بعد إجراء فحص عادي عليها، بالاتصال به في حالة ظهور أي عارض.
وأشار البلاغ إلى أنه في اليوم الموالي اتصل والد الفتاة بالطبيب المسؤول بالمطار للإبلاغ عن إصابة ابنته بالحمى، مؤكدا أنه تم على الفور الشروع في اتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث تم إخطار المركز الاستشفائي الجامعي قصد التحضير لاستقبال المريضة.
وأضاف المصدر ذاته أنه تم إرسال إلى عين المكان سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية مجهزة بالمعدات الطبية مع تجهيزات الوقاية الشخصية، وأنه على طول الطريق بين منزل الفتاة والمستشفى، تكلف طاقم طبي يتوفر على التجهيزات اللازمة، المعدة خصيصا لهذا الغرض، بنقل الفتاة التي كانت تضع قناعا واقيا.
وأكد البلاغ أن الفحص الطبي، الذي خضعت له الفتاة، كشف عن وجود حمى بلغت 8ر38 درجة حرارة مائوية والتهابا على مستوى الحنجرة، مضيفا أن الطاقم الطبي شرع في أخذ العينات الضرورية وإرسالها إلى المعهد الوطني للصحة، حيث أظهرت النتائج وجود فيروس "ايه اتش 1 إن 1" لدى هذه الفتاة التي يظل وضعها الصحي، وفق البلاغ، مستقرا في الوقت الراهن.
وعلى الفور، يضيف المصدر نفسه، تم الشروع في التكفل الطبي بالمريضة وبأسرتها، كما تم الشروع في تتبع المسافرين الذين كانوا على متن الرحلتين مونريال-الدارالبيضاءوالدارالبيضاء-فاس، والذين كان لهم اتصال مع الفتاة، وذلك قصد التكفل بكل حالة محتملة تبدو عليها أعراض الإصابة بهذا الفيروس.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب كان قد اتخذ مجموعة من التدابير للحيلولة دون تسرب هذا الداء، والتي أبانت عن نجاعتها، وذلك منذ إعلان منظمة الصحة العالمية عن ظهور أول حالة بالمكسيك، حيث تم وضع نظام للرصد والتتبع يسمح بالمراقبة الصحية اليومية لجميع الأشخاص الوافدين على المغرب وخاصة القادمين من البلدان التي سجلت بها حالات إصابة.
وفي سياق متصل رفعت منظمة الصحة العالمية أمس الخميس درجة الاستعداد لمواجهة فيروس أنفلونزا الخنازير، إلى الدرجة السادسة، وهي أعلى درجات الإنذار من المرض، قائلة إن الفيروس المسبب له انتشر في عدد كبير من الدول، مما يجعله أول وباء يجتاح العالم من نحو 40 عاماً. وقالت المديرة العامة للمنظمة، مارغريت تشان، في تصريحات للصحفيين، في أعقاب اجتماع للجنة الخبراء بمقر المنظمة في جنيف بسويسرا أمس الخميس: "هذا يوم مهم مليء بالتحديات بالنسبة لنا جميعاً.. إننا نتجه بصدد الأيام الأولى لأول حالة تفشي لوباء الأنفلونزا خلال القرن الحادي والعشرين." جاء إعلان المنظمة بزيادة درجة الإنذار إلى المستوى السادس، بعد ارتفاع عدد المصابين بالمرض إلى 28 ألف و774 حالة مؤكدة، في نحو 74 دولة، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية الخميس، كما تسبب في 144 حالة وفاة، تركزت غالبيتها في الأمريكتين والكاريبي. ويوجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها 13 ألف و217 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس المسبب للمرض، بالإضافة إلى 27 حالة وفاة، وفقاً لمراكز السيطرة والوقاية من الأمراض الجمعة الماضي، ومن المتوقع أن تبلغ هذه التقديرات مستويات أعلى، مع إعلان التقييم الجديد لهذا الأسبوع، في وقت لاحق اليوم الجمعة.