قاطعت يوم أول أمس السبت أربعة أحزاب سياسية(الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التقدم والاشتراكية، العدالة والتنمية وحزب الاصالة والمعاصرة) أشغال هيكلة الجماعة الحضرية لفاس والتي عرفت تلاسنات حادة وتشابكا بالأيدي ما بين مستشاري شباط ومستشاري الأحزاب المعارضة الذين تمت محاصرتهم من قبل ميلشيات شباط الممثلة بالبلدية، والتي هاجمتهم في محاولة لتعنيفهم حيث تلقى الأخ محمد الدباغ عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي والكاتب الإقليمي للحزب بفاس ووكيلة لائحة جنان الورد لكمة بوجهه من أحد زبانية شباط لحظة الحراك العنيف الذي تسبب به أصحاب الفتونة الشباطية، والذين اعتدوا بالضرب على مستشارة محسوبة على حزب العدالة والتنمية، حيث جاء هذا التحرك الغاضب والعنيف لأنصار شباط ردا على اخذ الناطق باسم التحالف السياسي المعارض الكلمة لتلاوة البيان السياسي المشترك والذي توقف عندما شهدته مدينة فاس من خروقات وتجاوزات غير مسبوقة في انتخابات 12 يونيو الأخيرة، والتي كانت بحق مجزرة رهيبة للديمقراطية ساهمت فيها لوبيات الفساد تحت رعاية و توجيه من السلطات الوصية في أعلى مستوياتها المحلية، والتي غضت الطرف عن عمليات تجييش شباط ومرشحيه لميلشيات وذوي السوابق العدلية لإرهاب المواطنين والاعتداء على مرشحي الأحزاب السياسية.حيث أعلن البيان المشترك للهيئات السياسية المنسحبة عن إدانته المطلقة للمخطط الداعم لفرض خريطة سياسية محلية تخدم مصالح لوبيات الفساد بجميع مشاربها ضدا على مصلحة مدينة فاس وتطلعات ساكنتها،مطالبين السلطات المركزية بفتح تحقيق في الخروقات الخطيرة التي عرفتها العملية الانتخابية في كل أطوارها وإخضاع مصادر تمويل شباط للوائحه الانتخابية بالمقاطعات الست للفحص والتدقيق.كما أعلنت الأحزاب السياسية المعارضة عن عزمها رفع التماس لجلالة الملك تتطلع من خلاله إلى تدخل جلالته لإنقاذ مدينة فاس( موطن البناء الدولتي للمغرب) من يد رموز الفساد ومحاسبة السلطات المحلية عن مباركتها وتواطئها المكشوف معهم،حيث أكدت ذات الهيئات السياسية عن قرارها السياسي الجريء لمواصلة العمل الوحدوي في إطار جبهة داخلية لمقاومة الفساد المالي والإداري والسياسي بالعاصمة العلمية والروحية للمملكة. هذا وقد عمد مستشارو الأحزاب السياسية المعارضة الممثلة بمجلس مدينة فاس مباشرة بعد انسحابهم من أشغال الهيكلة إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية جهة فاس بولمان، رددوا خلالها شعارات قوية تطالب عامل عمالة فاس محمد غرابي ومساعديه بالرحيل عن مدينة فاس جراء ما اقترفوه - بحسب تعبير المستشارين المتظاهرين- من جرائم مالية و فساد إداري متعدد الأوجه بمعية شباط وظلاله في حق خيرات هذه المدينة التي أريد لها ان تبقى رهينة سلطة المال والامتيازات والعصابات وجميع أنماط المضاربات العقارية وتبييض أموال المخدرات بمختلف أنواعها. من جهتهم اعتبر مستشارو حزب الاصالة و المعاصرة في ندوتهم الصحافية ذات الصلة ان قرارهم القاضي بالانضمام دون قيد أو شرط إلى صف الهيئات السياسية المعارضة نابع من اقتناعهم بعدم جدوائية تكريس واقع الفساد، والانخراط في عملية شرعنة مجلس فاسد و مغشوش يعاكس مطلب المصداقية المطلوبة في جماعة الغد ومغرب المستقبل.كما انتقد الأمين العام الجهوي لحزب الاصالة و المعاصرة بفاس «حسن التايقي» بشدة الصحافة المستقلة والتي حولت - كما يقول- أعمدتها و صفحاتها الأولى خلال الحملة الانتخابية إلى دعاية مدفوعة الثمن لفائدة شباط ورموز الفساد،حيث طالب ممثلي المنابر الإعلامية الشريفة بالمدينة بالانخراط في قافلة مقاومة الفساد والمفسدين و مناهضة سرقة مدينة فاس تحت وطء ميلشيات الإجرام و الاغتناء الفاحش من وراء مصالح المدينة وانتظارات ساكنتها . بقي أن نشير إلى أن أحزاب التحالف السياسي بمدينة فاس ستعقد ندوة صحافية مشتركة اليوم للكشف عن تدابيرهم الكفيلة بقطع الطريق على سماسرة الانتخابات ومفسديها وإنقاذ مدينة فاس من الأفق المظلم والذي قد يعيد - لا قدر الله- إنتاج سيناريو الانتفاضة الشعبية ل 14 دجنبر 1990 الدامية أمام تدني القوة الشرائية للمواطنين، واتساع رقعة الفقر والبطالة والتشرد والأمية والهشاشة الاجتماعية المتعددة الأوجه وغياب الأمن، واستفحال الجريمة المنظمة والاتجار في المخدرات وغيرها من المظاهر الاجتماعية التي تنذر بإدخال مدينة فاس إلى مرحلة السكتة القلبية بعد أن استنزف وعاؤها العقاري وصرفت أموالها في مشاريع الزخرفة والتزيين، والتي بدأت ملامحها تتشوه بفعل الغش في الإنجاز والذي حول المدينة إلى مستنقع لإقبار الميزانيات الضخمة المرصودة ولا شيء استفادت منه المدينة سوى خراطيم المياه التي تتطاير بشارع الحسن الثاني في الوقت الذي يموت فيه أهل فاس بأحزمة البؤس من العطش.