اشتدت حرارة الصيف المبكر هاته السنة، واشتدت معه الرغبة في البحث عن وسائل لمجاراتها، لكن الكثير من مربي الحيوانات يهملون مجموعة من الشروط للحفاظ على حيواناتهم وطيورهم سليمة لتمضية هاته الفترة الحساسة تماما كموجة البرد الشديد والاستثنائي التي عرفتها بلادنا. «الماليع» الذين لديهم تجربة كبيرة في هذا الميدان قد يعرفون تمام ما يجب عليهم فعله تجاه هاته الفترة من السنة، والواجب أيضا إعطائهم للنصائح للهواة الجدد الذين لا يتوفرون على تجربة كافية تمكنهم التعامل بطريقة سليمة مع حيواناتهم خاصة بالنسبة للطيور. هذه الفكرة جعلت عددا من «الماليع» الخبراء، يعقدون شبه ندوات أو حلقات أو تجمعات خاصة في أسواق بيع الطيور أو في محيطها، للرد على التساؤلات، وإيجاد حلول لبعض المشاكل العالقة، والتي قد تكون حلولها بسيطة جدا ولا تتطلب مجهودات خرافية. خطوة إيجابية جدا لقيت استحسانا لدى العديد من الهواة الجدد، وهذا ما سيكون له تأثير كبير على ضخ دماء جديدة كما وكيفا داخل مشهد تربية الحيوانات والطيور ببلادنا، خاصة إذا استقرءنا نوعية بعض الهواة الملتحقين بالركب، فسنجد أن بينهم نسبة مهمة جدا من ذوي المستويات الدراسية العليا، ووعي ثقافي وجمعوي في مستوى كبير، وهذا يعتبر مدعاة للفخر و فسحة ضوء يطل علينا من مستقبل لا يمكن إلا أن يكون مشرقا بوجود تلاقح الخبرات بين شيوخنا وأعلامنا الذين لا يمكن التنكر لمجهوداتهم القيمة في هذا الميدان، وبين شباب كله أمل في تحدي الصعاب، وإزالة كلمة «مستحيل» من قاموس التحديات، هذا التلاقح الإيجابي سيعمل بطبيعة الحال على دفع عجلة «الولاعة» بقوة لأن الشباب سينطلقون من حيث توقف الشيوخ، وبالتالي لن يضيعوا الوقت في البحث عن أبجديات هذه الهواية التي أسس لها شيوخنا بناء حقيقيا من حق الجميع أن يفخر به ولو في قرارة نفسه. لقاءات الصيف الحارة تعطي الانطباع بأن لكل شخص إيجابيات وسلبيات في أي ميدان، والحكماء واعون بأن العاملون بجد في خدمة الولاعة رغم عيوبهم، فإن حتى معارضيهم يشهدون لهم بأعمالهم التي قدموها خدمة للطائر على الخصوص، أبوا أم كرهوا، وكما هو معلوم في صفات البشر، فلا يوجد كمال في الصفات أو الأخلاق إلا لخالق البشر، ومن دونه فالكل معرض للخطأ. نأمل أن تسفر نقاشات «الماليع» العفوية على تلطيف الحرارة القائظة التي يعرفها مشهد الطيور المغردة ببلادنا ليتوحد التغريد.