فارق الحياة مساء يوم الأربعاء الصحافي عبد الفتاح فاكهاني، عن عمر يناهر الستين سنة، مخلفا تجربة واسعة في العمل الصحافي على المستوى الوطني والدولي. وقد وافت المنية عبد الفتاح فاكهاني، وهو من مواليد مدينة مراكش عام1949 ، بإحدى مصحات الرباط بعد مرض عضال لم يمهله طويلا. وقادته رحلته الطويلة والمتواصلة مع الفكر والثقافة, الذي اهتم به بعد تشبعه بالفكر العلمي، إلى الانخراط في مهنة المتاعب التي فتحت له أبواب التواصل مع جمهور أوسع من أجل الإخبار والتثقيف والتوعية السياسية والثقافية الرصينة. وكانت البدايات الأولى للراحل، أحد المعتقلين السياسيين السابقين (1976 -1989 )، في الميدان الصحفي بجريدة (العلم) التي اشتغل فيها حوالي خمس سنوات ثم انتقل للعمل في وكالة الأنباء الفرنسية (ا.ف.ب) التي كانت محطته الأخيرة قبل أن يغادر الحياة. وقضى الراحل فترة طويلة من العمل في مهنة المتاعب أبدى فيها مهنية وحنكة إعلامية في نقل الخبر والتعليق, وتميز, حسب العديد من زملائه ومجايليه, بمهنيته ودماثة خلقه وهو المنحدر من عائلة محافظة ومتدينة, إذ كان والده إماما بمسجد درب دباشي بمراكش. بدأ الفقيد أولى خطوات الكتابة والعمل الصحفي في مجلة «أنفاس» الناطقة باللغة الفرنسية، التي شاطره العمل في قسم التحرير بها عدد من الكتاب والباحثين خاصة أبراهام السرفاتي وعبد اللطيف اللعبي. وكان عبد الفتاح فاكهاني تلقى بمسقط رأسه تعليمه الأولي والتحق بثانوية محمد الخامس بابأغمات (شعبة اللغة الفرنسية).وتخرج الراحل من المدرسة العليا للأساتذة, قسم اللغة الفرنسية, قبل أن يتم تعيينه أستاذا لهذه اللغة بمدينة خريبكة. وللراحل رواية بعنوان «البئر» وهي من منشورات الجامعة بالدار البيضاء عام 1984.. وبعد الإفراج عنه نشر رواية أخرى باللغة الفرنسية بعنوان الممر: حقائق عن سنوات الرصاص . وكان الفقيد عبد الفتاح فاكهاني متزوجا وأبا لطفل واحد (أنس ). ومن جهتنا فقدنا مناضلا يساريا نزيها وشريفا، وصحافيا يعرق من أجل لقمة العيش. فتعازينا الى أهله باسم يوميتي الاتحاد الاشتراكي وليبراسيون . وإنا لله وإنا إليه راجعون